كيف تصبح أستاذاً وباحثاً وعالماً متميزاً؟
محمد الربيعي
بالرغم من ندرة من يحاول ان يصبح حقا تدريسيا باحثا وعالما متميزا في هذه الايام بسبب هيمنة الفساد الاكاديمي والنشر السريع الذي تحتضنه مصانع الاوراق والسعي الحثيث للترقية العلمية باسرع واسهل الوسائل والتشجيع الذي يحضى به الفاسدين والمزورين من قبل قيادات التعليم، لكني اعتقد بوجود شريحة من الاكاديميين لم تفسدهم الاغراءت المادية ولا الضغوطات الوزارية والجامعية وبقوا يحاولون بلوغ اعلى هرم الصرح العلمي النزيه. لهؤلاء اوجه لهم بعض النصائح.
وقد تبدو هذه النصائح مثالية وأحلاما بعيدة المنال في مجتمعنا الأكاديمي، لكنني اؤمن بأهمية التذكير بها لاصلاح ما أفسده الدهر. التمسك بالمثل العليا يعزز نزاهة العملية الأكاديمية ويضمن مخرجات علمية ذات قيمة. رغم الصعوبات وهيمنة القيادات الفاسدة، يجب أن يبقى الأمل في التغيير حاضرا، لأن كل خطوة صغيرة نحو المثالية تساهم في بناء مجتمع أكاديمي أكثر شفافية وعدالة. التذكير بهذه القيم ضرورة ملحة لضمان بيئة أكاديمية صحية للأجيال القادمة والتي على عاتقها تقع مسؤولية اعادة مجد بلادنا.
لتصبح باحثا وعالماً بارزا، يمكنك اتباع مجموعة من الخطوات المهمة التالية:
- إخلاص النية : اجعل هدفك الأساسي هو الإسهام في تطوير المعرفة البشرية وخدمة مجتمعك، وليس الاكتفاء بتحقيق مكاسب شخصية أو وظيفية آنية. لا تشارك الاخرين بالفساد واهتم بطلابك واعمل على تحسين مستوياتهم العلمية واخلاقياتهم.
بحث علمي
- البحث العلمي: انخرط دائما في البحث العلمي الحقيقي وكن على مسافة كبيرة من الافساد الذي يمكن ان يمارسه اقرانك او تشجعه جامعتك كالمشاركة في ما يسمى بالتعاون العلمي العالمي والذي هو بالحقيقة الاسم البديل لمصانع الاوراق.
- التخصص: ابق في مجال تخصصك واهتمامك البحثي في موضوع دقيق جدا ولا تحيد عنه لمجرد انك ترغب في نشر اكبر عدد من الاوراق، بل اجعل هدفك التعمق في الاختصاص لمصلحة طلابك وجامعتك.
- التواصل مع العلماء: تواصل مع العلماء الآخرين خصوصا في الدول المتطورة وتعلم من تجاربهم. والتواصل هنا ليس بمعنى مجرد نشر الاوراق المشتركة. وحاول ان تقضي فترة من حياتك في مختبر او مختبرات العلماء في الدول المتطورة.
- النشر العلمي: انشر أبحاثك في مجلات علمية حقيقية مرموقة، مجانية بالاساس، واذا لم تستطع فاحجب عن النشر فالله لا يكلف نفسا الا وسعها.
- التطوير المستمر: لا تتوقف عن التعلم والتطوير وتحسين مهاراتك وتقنياتك العلمية، سواء من خلال الدورات التدريبية أو القراءة المستمرة.
- الأخلاق العلمية: التزم بالأخلاق العلمية وتجنب أي ممارسات غير أخلاقية مثل سرقة الأبحاث أو التلاعب بالبيانات، واضرب المثال بالاعمال النزيهة.
هذا هو السبيل لتقدم بلداننا وانتصارها في مسيرة العلم والتكنولوجيا. لقد اختبرنا هذا النهج بأنفسنا، وكذلك فعل معظم زملائنا من العلماء في الدول المتقدمة. ان الاستثمار في البحث العلمي والتكنولوجي ليس مجرد خيار، بل هو ضرورة حتمية لتحقيق التنمية المستدامة والازدهار. من خلال تعزيز الابتكار وتبني التقنيات الحديثة، يمكننا مواجهة التحديات المعاصرة وبناء مستقبل اكثر إشراقا لأجيالنا القادمة.
بروفسور مهتم بالتربية والتعليم