صراع الإرادات
كامل كريم الدليمي
في خضم تداعيات ما تعيشه المنطقة من صراع كبير يمثل حلم الكيان الغاصب في فرض ارادته وطموحه اللامحدود في الاستيلاء على إرادة الشعوب سياسياً واقتصادياً وجغرافياً ، ورسم خارطة جديدة تمثل طموحاً دينياً ومعتقداً متوارثاً لدى مكونات الكيان الغاصب، تدعمه بهذا الطموح امريكا وكثير من دول الغرب ، يجد العراق نفسه غارقاً في تداعيات مايحدث في المنطقة، خاصة وان بعض دول ما بين نائم في العسل وما بين من يستخدم الاطر والحراك السياسي لتخفيف تداعيات مايحصل من جنون حقيقي في المنطقة ، وحرب شعواء مفتوحة ضد شعب غزة وجنوب لبنان وكذلك في اليمن . ايران بلد السياسة تحاول دائما ان تنأى بنفسها عن الصراع المباشر كونها تعلم جيداً ان الحروب وانعكاساتها على الشعوب والانظمة تشكل خطراً كبيراً لا يمكن تحجيمه ولا معرفة أبعاد خطره .
خسائر كبيرة
إلا من عاش الحرب سابقاً وذاق مرارتها ويعرف جيداً ماتخلفه من دمار .
وايران خاضت حرباً مع العراق في مدة من الزمن دامت ثمان سنوات تكبد في خلالها العراق وايران خسائر كبيرة على الصعيدين البشري والاقتصادي ، لذلك هي تحسب الف حساب قبل ان تتخذ قرارات تؤدي الى خوض غمار حربٍ مفتوحةٍ شاملة ٍ .
اما العرب فكثير منهم الا استثناءات قليلة يغطون في سبات عميق بوصف أن اكثرهم يظنون ان تداعيات الحرب ستقف عند حدود معينة دون ان تلقي بتداعياتها عليهم
فآثروا ان لايدخلو الى جبهة الصراع مباشرة كقوة ردع عسكري لتحجيم رعونة الكيان الغاصب ، وكذا فانهم لن يُفعّلوا التحرك السياسي الذي من شأنه العمل على ايقاف اطلاق النار والتحرك الجاد لانتزاع الحقوق العربية الضامنة لكرامة الشعوب وتحفظ للدين هيبة ،
وكان يمكن لهم فعل ذلك فيما لو استخدموا الجانب السياسي يدعمه الجانب الاقتصادي( النفط) كورقة ضغط لايقاف اطلاق النار ووضع رؤية شاملة تحاول من خلالها تلك الدول فرض إراداتها وتحجيم التمدد الحاصل من اية دولة. وبالتالي هي تسويق نفسها كبلدان ذات سيادة ولها رؤية ورأي على المستويين الاسلامي والعربي .
وفي ظل فشل كل ما تقدم من طموحات لمواطن عربي بسيط فإن العراق يبقى شامخاً رغم امكانياته المتواضعة في ان يقول كلمة الحق ويحاول في الوقت نفسه ان يحجم من تداعيات هذه الحرب وتأثيراتها عليه ، لما يشهدة من تجربة ديموقراطية، اقل ما يقال عنها انها في مرحلة ( الخدج) كونها تجربة مدجنة فرضت بقوة السلاح ، ولا تتناسب مع ثقافة العراقيين وحالت
دون نهوض البلاد حكومةً وشعباً ووقفت حجر عثرة دون استعادة العراق للدور المحوري المؤثر والضاغط في المنطقة .
قضية عقائدية
الايام القادمة حُبلى بالمفاجات لا نعلم هل ستُسر الصديق وتغيظ العدى ؟ ام انها ستشكل خطراً غير محسوب الابعاد على الساحة العراقية ؟.
تبقى عقدة فلسطين هي قضية عقائدية وقومية ومركزية لدى العراقيين ، ولكن لا بد من ان يستعيد العراق قوته من خلال ايجاد السبل السياسية الكفيلة ، من قبل الكتل السياسية في نشر العدالة وتوحيد الخطاب وتحديد الاهداف والسعي لتحقيقها كبلد موحد بعيداً عن ديموقراطية الكانتونات الطائفية والقومية . لقد استطاع الاعداء بمشاريعهم الخبيثة من ان يمزقوا البلدان من حيث تعلم او لا تعلم ويرسخوا الانقسام الديني والمذهبي والقومي ، وغايتهم الكبرى إضعاف قدرات الشعوب ليتمكنوا من افتراسها في الوقت والمكان المناسبين .واليوم ما زال لدينا وقت كافٍ وفرصة مناسبة لكل اصحاب الارادات الوطنية الحقيقية ممن يؤمنون ان للعراق دور كبير في تحمل مسؤليته التأريخية والقومية ويسجل لنفسه كما كان عبر التاريخ موقفاً تفخر به كل الاجيال، وتعزّ به الحكومة والكتل السياسية كرامة المواطنين وتحفظ تأريخهم وتضع اللبنة الاولى لصناعة مستقبل مزدهر لبلد سيُعَّد تجربة فريدة في المنطقة من خلال فرض وجوده وإرادته وتحجيم كل قوى التأمر التي تحاول اعادته الى عصر الجاهلية .
الفرصة لمن يستحقها ويستغلها مؤاتية.