تلوث المياه وآثاره
محمد بهجت ثامر
يؤدي تلوث المياه الى حدوث خلل في نظامها وبالتالي يقلل من قدرتها على أداء دورها الطبيعي فتصبح المياه ضارة ومن ثم تفقد كثيراً من قيمتها الاقتصادية ويتلوث الماء عموماً عن طريق المخلفات الانسانية أو النباتية أو الحيوانية أو المعدنية أو الصناعية أو الكيمياوية التي تلقى، أو تصب في الماء ، اذ تتلوث المياه نتيجة لتسرب مياه المجاري ومياه التصريف التي تجتمع فيها المكروبات المختلفة بالإضافة الى المركبات الكيمياوية، فيجعل الماء غير مستساغ للاستعمال سواء للإنسان، أو للحيوان أو لنمو النبات مثل اكتسابه الرائحة الكريهة أو اللون أو المذاق السيء.
يعرف تلوث المياه بأنه أي تغير يطرأ على الصفات الطبيعية للماء يجعله مصدراً حقيقياً للمشاكل أو يجعله غير صالح للاستخدامات المختلفة. وهذا ما أكدته منظمة الصحة العالمية (who)، لما عرفت تلوث المياه بأنه أي تغير في تركيب عناصر المياه أو تحويل حالتها بصورة مباشرة أو غير مباشرة بسبب نشاط الانسان. بحيث تصبح حالة المياه أقل صلاحية للاستعمالات الطبيعية المخصصة.
تركز اغلب الدراسات على العناصر الرئيسة من الخصائص الفيزيائية والكيميائية (البوتاسيوم ، الكالسيوم ،المغنيسيوم ، الكبريتات ،النترات، البيكاربونات) في حين تتجاهل العناصر الثقيلة (النزرة) كـ (الزنك ، الرصاص ، الخارصين ، الكروم ، الكادميوم ، النحاس ، الحديد) رغم خطورتها كونها سامة ، وتمتاز بثبوتيتها العالية وفترات بقائها غير المحددة، إذ يمكنها أن تنتقل إلى مسافات بعيدة عن مناطق نشوئها ويمكن أن تتضاعف تراكيز هذه العناصر من خلال السلسلة الغذائية ، لذلك تصبح مصدراً للتسمم وخطراً كبيراً على صحة الانسان والحيوان والنباتات .
اذ يؤدي الرصاص الى اعراض خطيرة على الانسان مثل الأنيميا وشحوب الجلد وألم بالبطن وغثيان وتقيؤ وشلل في المفاصل والتعرض المستمر ربما يؤدي لتلف الكلية وزيادة الفرصة لحدوث فشل الحمل أو حدوث تشوهات خلقية وضعف الاداء الحركي وارتفاع ضغط الدم. في حين يؤدي زيادة تركيز ايون النحاس الى اظطراب الجهاز الهظمي واضرار بالكبد والجهاز الكلوي وفقر الدم. لذلك لابد من القيام باجراء فحص دوري للمياه من قبل الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية للتأكد من عدم تلوثها بهذه العناصر السامة ومن ثم سيسهم ذلك في تحسين جودة المياه وحماية صحة المواطنين في العراق والحفاظ على صحة وأمان المجتمع