القاهرة – كاظم بهية
عربي أحمد حسن، فنان تشكيلي من بندر الفيوم بمصر، حائز على منحة تفرغ فني تمتد لأربع سنوات، و يتميز بتوظيفه لمواد متنوعة في فن النحت، مثل الطين والإسمنت والجبس والفلين والحجر، كما يمتلك معرفة بأساسيات برامج التصميم الرقمي، وشارك في العديد من المعارض الفنية البارزة، بما في ذلك معارض دار الأوبرا المصرية ومعارض وزارة الثقافة ومعارض خريجي الفنون في مصر.
يقول النحات عربي أحمد: “إن النحت هو حياتي، هو وسيلتي للتعبير عن الأفكار والمشاعر التي لا يمكن قولها بالكلمات. إنه حوار صامت بيني وبين المادة، حيث أخلق حياة جديدة في كل منحوتة، وهو عالمي الخاص الذي أهرب إليه لأعبّر عما لا تستطيع الكلمات نقله”.
عند سؤاله عن جذوره في فن النحت، أجاب: “منذ الصغر، كنت ألاحظ التفاصيل الدقيقة للأشياء وأتساءل كيف يمكنني إعادة تشكيلها بيدي. كانت لدي رغبة دائمة في أن أخلق شيئًا ملموسًا من مجرد فكرة أو رؤية في رأسي. النحت كان الوسيلة المثلى لتحقيق ذلك، وكنت أجد نفسي منجذبًا للمجسمات”.
يميل عربي أحمد في منحوتاته إلى تجسيد الإنسان، خاصة في لحظاته الضعيفة والقوية، حيث أكد قائلاً: “منحوتاتي تحكي قصص الصمود والتأمل، وأبحث دائمًا عن التوازن بين الجمال الطبيعي والشعور العميق. الرمز الأكثر ظهورًا في أعمالي هو الإنسان في صراعه الداخلي”.
وعن تأثيرات فنية، يذكر الفنان محمود مختار كأحد ملهِميه، ويقول: “لقد استطاع مختار أن يجسد الهوية المصرية بطريقة قوية”. كما يعبر عن تأثره بالفنان آدم حنين، قائلاً: “أسلوبه الحديث أعطاني بعدًا جديدًا في فهم النحت وكيف يمكن أن يجمع بين التراث والتجديد”.
أما عن الأسلوب الذي يتبعه في أعماله، فقد أوضح: “أحب استخدام الأسلوب الكلاسيكي ممزوجًا بلمسة حديثة. أعمل على جعل كل قطعة تحكي قصة، وأميل إلى البساطة التي تحمل في طياتها تعقيدًا خفيًا. أريد لكل منحوتة أن تلمس المشاهد بطريقة مختلفة، وليس فقط في الأعمال الكبيرة، بل في كل قطعة تمكنت من خلالها أن أنقل شعورًا صادقًا”.
وفيما يتعلق بطموحاته، يقول عربي أحمد: “أطمح إلى أن أترك أثرًا حقيقيًا في عالم الفن وأن أقدم شيئًا يتحدث عن إنسانيتنا. أريد أن أعيش تجارب فنية متنوعة، وأن أصل إلى نقطة يصبح فيها فني صوتًا يُسمع في كل مكان. أن أكون معروفًا في عالم النحت يمثل لي إنجازًا عظيمًا، فهو ما يسهل لي الاستمرار في الإبداع دون أن يشغلني شيء آخر”.