فاتح عبد السلام
توسعُ الحرب “زمنياً» قد يكون أكثر تأثيراً في عدم استقرار المنطقة الشرق الأوسط من توسعها “مكانيا” وامتدادها الى بقاع جديدة وهو الخيار الصعب وشبه المستحيل بسبب الوضع الحساس في العراق وسوريا. من الممكن، وهو خيار بين الخيارات، في ألا يكون هناك رد على رد مقابل في سياق المناوشات الإيرانية الإسرائيلية، لكن من المؤكد انّ الحربين في لبنان وغزة تأخذان منحى التوسع الزمني لاسيما في ما يخص مشاكل ما بعد الحرب في قطاع غزة التي تبرز شاخصة اليوم وتدخل بقوة على خط الوساطات وتعيقها.
إذا كانت سنة كاملة من حرب قطاع غزة ولم تستقر فيها الدول المعنية لاسيما مصر حول شكل القطاع في الحكم والإدارة ما بعد الحرب وتبادل الاسرى، بالرغم من وضوح تجريد المقاومة الفلسطينية في القطاع من اغلبية قدرتها على القصف الصاروخي والهجوم الواسع، فكيف هو الحال مع حرب جديدة في الجبهة اللبنانية، لا تزال المداولات حول الخيار السلمي تتمحور حول القرار 1701 غير المطبق والذي يعني تنفيذه جعل الخيار العسكري لحزب الله خارج اية معادلة في التسوية مستقبلاً ، وهذا امر ستكون حول جولات من الاتصالات الدولية والإقليمية والمماطلات أيضا، لاسيما انّ تطبيق القرار الدولي سيفرض وضعاً ميدانياً ولوجستياً جديداً على المحور الذي تقود ايران ويمثل حزب الله الذي فقد أبرز قادته في أيام رأس المواجهة ذات النهايات الغامضة بعد اقتراب لبنان من حافة الانهيارات الكبرى لولا الدعم العربي السريع في الإغاثة والأموال.
إسرائيل تدرك السلاح المزدوج في خوض حرب طويلة المدى وتراهن على تفوقها الجوي والدعم الأمريكي، وهذا رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يقول الأحد أنهم يخوضون حربا طويلة الأمد وتعهد بتدمير كل من يهاجم إسرائيل، وهي مهمة ستظل مستمرة اجيالا، اذ سبق أن كانت شعارا لجيل تأسيس إسرائيل وما بعده..
رئيس التحرير-الطبعة الدولية
fatihabdulsalam@hotmail.com