إثارة ذكية لعواطف غبية
مروه العميدي
الديماغوجية تعبر عن اللجوء إلى استخدام أساليب خطابية وكلامية الغاية منها هي التأثير على الجماهير من خلال إثارة المشاعر وشحن الجو بالعاطفة، بدلاً من تقديم حجج عقلانية أو أدلة منطقية، يُستخدم هذا النوع من الخطاب بشكل شائع في القيادات وفي الحملات الدعائية، حيث يسعى القادة إلى كسب تأييد الجمهور عن طريق توجيه مشاعرهم وإشعال شغفهم وإستثارة عواطفهم، بدلًا من تقديم معلومات موضوعية أو تحليل معمق.
وتتسم الديماغوجية الاجتماعية بسمة تحريك المشاعر التي تركز فيها الخطابات على العواطف مثل الخوف، الغضب، أو الأمل لجذب انتباه الجماهير، وأيضًا تتسم بتبسيط القضايا إذ تتم عملية عرض القضايا المعقدة بشكل مبسط لتسهيل فهمها، حتى وإن كان ذلك يسيء إلى جوهرها، وأيضًا تستخدم الرموز والشعارات التي تحمل معانٍ قوية ترتبط بالثقافة والإيديولوجيا لجذب العواطف، ومن سماتها أيضًا توجيه اللوم وإلقاءه على فئات معينة أو أشخاص، معينين، مما يعزز مشاعر الانقسام والعداء والإدعاء بالتفوق، أي إدعاءه أن جماعته أو فئته تمثل الأفضل أو الأكثر مصداقية، مما يخلق انطباعًا عن التفوق، إضافة إلى الوعود الكبيرة فغالبًا ما يتعهد الديماغوجيون بتحقيق تغييرات كبيرة وسريعة دون تقديم خطط عملية أو واقعية.
وبالإمكان أن تؤدي الديماغوجية الاجتماعية إلى جملة من الآثار منها تعزيز الانقسامات في المجتمع، وزيادة التوترات الاجتماعية والسياسية، وإضعاف النقاشات العقلانية والمعلومات المبنية على الحقائق، كما أنها تقدم معلومات مضللة أو مغلوطة، وإضعاف المؤسسات الديمقراطية والنقاشات المستندة إلى الحقائق.
ويمكن للمجتمعات مقاومة الديماغوجية عن طريق تعزيز التعليم النقدي وتحليل المعلومات، وتعزيز الحوار المفتوح والمناقشات القائمة على أدلة موثوقة، فضلًا عن بناء مجتمع واعٍ ثقافيًا وسياسيًا ليكون عقبة أمام هذه الأساليب التأثيرية، والوعي بالمخاطر المرتبطة بالديماغوجية وطرق التأثير على التفكير.