الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
المساءلة الذكية

بواسطة azzaman

المساءلة الذكية

عبد الحكيم مصطفى

 

يضيق هامش الاجتهاد غير العلمي في انتقاء المواهب الرياضية يوم اثر يوم بعد ان اصبحت الرياضة بمختلف فعالياتها علما قائما برأسه ، واصبحت منجم ذهب لكل من يجيد استثمارها ..ولكي لا يهدر الوقت في الذهاب الى هدفه الستراتيجي ، فان نادي الاتحاد السعودي تعاقد مع شركة استشارية رائدة ومتخصّصة في رصد وتحليل البيانات الرياضية، وذلك لتطوير العمل الرياضي في النادي من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والاستفادة من البيانات الذكية، بما يتوافق مع مستهدفات «رؤية 2030» في استكمال التحول الرقمي. ويهدف نادي الاتحاد من خلال الالتزام بنماذج «دريبلاب» الدقيقة والموثوقة لتعزيز جهوده في اكتشاف وتطوير المواهب واتخاذ القرارات الاستراتيجية، حيث تتيح التكنولوجيا للنادي إمكانية الوصول إلى البيانات التحليلية الدقيقة بما يساعد على استكمال عمليات التقييم الشاملة لمردود اللاعبين والفريق، واختيار المواهب الصاعدة، وغير ذلك من القرارات الفنية

 الخطوة العلمية والعملية التي اقدم عليها نادي الاتحاد السعودي (اذا) اعتمدت في انديتنا العراقية ، فانها ستعمل على تغييب حلقات زائدة عديدة في التشكيلات الفنية والادارية لفرقها .. سيفقد مدّعي التدريب وظيفته التي حصل عليها بفعل علاقات غير صحيحة لان عمله المرصود المعزز بالبيانات الذكية تكشف زيف عمله وتمنعه من المراوغة والتبريروالاستمرار في عمله كمدرب في أي فريق من فرق النادي .. الهيئة الادارية للنادي ستكون هي الاخرى على المحك لانها لن تكون قادرة عن الدفاع عن مدرب فاشل ولو كان هذا المدرب من اقرب المقربين اليها . والمدرب الناجح سيتمكن اكثر في عمله لان البيانات الذكية ستمنعه في المجازفة في ضم لاعب غير مؤهل فنياً الى الفريق .. الخطوة العلمية والعملية التي اقدم عليها نادي الاتحاد السعودي فرصة جيدة للموهبة الرياضية ايضاً للحصول على الرعاية التي تستحقها دون اي تجاوز على الحق الفني ..  استخدام التكنولوجيا الحديثة هو امتحان حقيقي للاعب ايضا لان الارقام ستحاسبه ان لم يجتهد في تنفيذ كل مفردات الوحدة التدريبية ، ولم يؤد واجباته كما ينبغي في المباراة الرسمية التنافسية ..  المسؤول الرياضي الذي يتباهى بنفوذه ويطلق تصريحات غير واقعية ويدعي الحرص على واقع ومستقبل الرياضي والفريق الرياضي ، سيخضع هو الاخر للمساءلة ، لان البيانات الذكية عن نشاط اي فريق او رياضي ، ستجبره على تزويد وسائل الاعلام بمعلومات صحيحة .

حتى الاعلام سيكون امام تحدي المواكبة العلمية ، لان المادة التقريرية (لن) تكون مفيدة في التحول العلمي ، والبيانات الذكية ستفرض على الاعلامي ، تعاملاً مختلفاً مع الحدث الرياضي ، لان التفاصيل الحيوية التي تخص تكتيك الفريق واسلوب اللعب ونسبة تنفيذ الواجبات ، وأهمية الاطار القانوني للفعالية الرياضية ، التي ستكون تحت تصرفه ، هي عبء مهني نوعي ينبغي الاستعداد له بحرص كبير.

ثم ان البيانات هي الاخرى تحتاج الى مختصين في علوم التدريب الرياضي وفسلجة التدريب والادارة والبايوميكاميك والنفس ، لتحليلها وتفسير نتائجها ، وهنا تتجه المسألة الى المزيد من العلمية ، و لا بد للمختص الاكاديمي ان يدخل في المنظومة لان البيانات الذكية لا تفصح عن كل شيء . النادي الرياضي الذي يهرب اليوم من المساءلة الرياضية العلمية فان الغد أت و العقوبة المؤكدة هي طرد الاداري غير المؤهل من النادي ، واستبعاد المدرب غير الكفوء عن قيادة الفريق ، وفقدان اللاعب المتكاسل فرصة الاستمرار في الحياة الرياضية .

 

 

 

 


مشاهدات 308
الكاتب عبد الحكيم مصطفى
أضيف 2024/07/23 - 4:46 PM
آخر تحديث 2024/10/30 - 11:02 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 298 الشهر 13318 الكلي 10043041
الوقت الآن
الخميس 2024/10/31 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير