النخلة نجلة
ابتهال العربي
ها هي اليوم بعد ثماني سنوات بطلة عالمية محط اهتمام وفخر وتقدير العراقيين والعالم إنها نجلاء عماد، نخلة عراقية تزينت بالذهب، وحلّقت عالياً في سماء النجاح والشهرة ورفعت اسم العراق ليتباهى بها كل أبناء بلدها.
نجلة فتاة بسيطة تبلغ من العمر 17 عاماً، تسكن مع عائلتها في محافظة ديالى وسط أوضاع صعبة وبائسة، وهي لاعبة من هواة كرة الطاولة، تمرنت على جدار من طابوق في بيت متهالك بحي صغير في بعقوبة، وتغلبت على ظرفها القاسي بذراع واحدة، فقد فقدت الذراع اليمنى وساقيها بمكر ارهابي مجرم، لكنه خلّف من تفجيره إنسانة قوية ناجحة وليست معاقة، واليوم تثبت نجلة للجميع أن العوق ليس في الجسد بل في العقل، فكم من بنت لديها اليوم المنزل والعقل والمدرسة والأسرة، والجمال والمال والدلال، ولم تنجح في الدراسة، على عكس بنت فاقدة ثلاثة أطراف استطاعت أن تصنع من الألم سعادة ومن المعــــــاناة أفراحاً، ومن العوق قصة نجاح بفضل طموحها واصرارها وعزيمتها وأملها في الوصول إلى هدفها ، وربما خلف ذلك الأمل إيمان بتوفيقات الله التي لا تنتهي ودعاء والديــــــــــها، كما أن دور الأب في هذه القصة لايُنسى، لأن نجاح الأبناء من صنع دعم الآباء، ومنحهم أولادهم الثــــــقة بالنفس، وتشجيع عائلة نجلة لها ودعمها ومنحها الثقــــــــــــة الكاملة بأنها إنســــــانة متكاملة وتستطيع ان تستمر بحياتها وتتفوق، هي القــــاعدة الاساس في بناء هذا النجاح الباهر.
حكم كثيرة تدور في ثنايا حيازة البطلة هذا الفوز، منها الشجاعة في مواجهة التحديات، والصمود أمام وساوس النفس القهرية التي تحطم أي إنسان وتخذله وتسحق محاولاته في النهوض من جديد، وقبل كل ذلك مساندة الأهل، فإعطاء الأبناء المحبة والاهتمام والتشجيع يصنع شخصية ناجحة قوية.