النخلة العتيقة
منار رياض الوزان
في الكثير من الأحيان نشاهد العديد من الناس الصامدين رغم صعوبات الحياة ونراهم أقوياء لا يهابون شئ سوى الله تعالى ونسئل أنفسنا حينها لماذا هولاء الناس هكذا وكيف ومتى أصبحوا ما هم عليه الآن ولكن ما لا نعرفه هو انهم اصبحوا بهذه القوة والصمود و لا شئ يكسرهم بعد ان مروا بظروف الحياة القاهرة هذه الحياة التي لا ترحم انسانٍ ابداً سواء أكان صغير او كبير ففي النهاية سوف تقسو عليه وتعامله بكبرياء وتكبر ومنية خصوصاً عندما تعطيه شئ ما.
ففي الكثير من الأحيان اشاهد فتاة بعمر الورود وفترة الشباب أراها وكأنها عجوز عمرها فوق السبعين عامٍ من حيث الروح ولكن شكلها يوحي بالصغر وروحها توحي بالكبر لمجرد أن الحياة كانت قاسية معها ولم تعطيها فرصة لتعيش شبابها على اكمل وجه وكأنها نخلة عتيقة كبيرة بالعمر أصبحت معمرة ولكنها ما زالت تعطينا ذلك البلح او التمر الطيب المذاق ومن اجود الانواع.
فهكذا هي الحياة حتى وإن جعلتنا نبدو كبار بالسن ولكن سوف نبقى شامخين عالين معمرين ونعطي أفضل ما لدينا للاخرين حتى وإن عاملوننا بقسوة احيان وبتكبر في أحيان أخرى ولكن سوف نبقى ما نحن عليه نعطي احسن واجود ما لدينا.
رغم أننا نبدو كالنخلة العتيقة في ملامحنا ولكن ما زال بداخلنا بذور خير نزرعها متى اردنا وحيثما ذهبنا.