الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
التنمية الأخلاقية ضرورة ملحة

بواسطة azzaman

التنمية الأخلاقية ضرورة ملحة

مروه العميدي

 

من المعروف أن التنمية الأخلاقية هي تعزيز القيم والمبادئ الأخلاقية في الأفراد والمجتمعات، وهي عملية ضرورية لبناء مجتمع متماسك له قوامه الخاص، إذ أن الأخلاق تسهم في رسم المسار الصحيح للسلوك وتحسن  الروابط الاجتماعية بشكل عام وبهذا الشأن يقول أرسطو: «الأخلاق ليست ما نقوله أو نكتبه، بل هي ما نفعله».

ومن الوارد أن الجوانب الأساسية المرتبطة إرتباطًا موثوقًا بالتنمية الأخلاقية تشكل لوحة سدادسية لا يمكن التنازل عن أي ركن من أركانها وهي (القيم النبيلة، الأخلاق الزاهدة، النقد الموجب، المسؤولية على عاتق الجميع، النمو الذاتي، الصعوبات والتحديات).

فمن المعروف أن تعزيز القيم يضم كل ماهو جوهري كالرحمة والعدالة والمصداقية والإحترام ومن الصغر تروى هذه الفضائل القيمة للأفراد عن طريق الملاحظة والتعليم، ويلعب الأطار الأسري الدور الأهم في غرسها ومن ثم تليها المدرسة كونها المجتمع الأكبر الذي يضم خليط من الأناس، وفي هذا الخصوص يقول الفيلسوف فردريك نيتشه:»الأخلاق ليست سوى مجموعة من القيم التي يحددها الأقوى في المجتمع».

كما أن التعليم الأخلاقي يعد ركنًا أساسيًا من أركان التنمية الأخلاقية فالغاية منه النباهة وتدريب العقل على إتخاذ قرارات صائبة تهدف الى تنمية الوعي.

 

 وبالتأكيد يظهر هنا دور المؤسسات التعليمية والمناهج الدراسية وما تحويه من مفاهيم ومضامين وقوانين تعاطفية مُثلى، إذ يقول بلاك ستون:»الأخلاق هي القوانين التي تحكم السلوك الإنساني، وهي تشكل أساس الحضارة».

وأيضًا النقد الموجب والتفكير النقدي الذي يشتمل بدوره على تقييم الفعل والموقف من منظور أخلاقي مستنير وهو بالتأكيد يشتمل على نقد الإيديولوجيات والأفكار وليس الذوات وهذا ما أكده كارل ماركس بقوله:»النقد ليس موجهًا إلى الأشخاص، بل إلى الأفكار والإيديولوجيات»، وهذا بدوره ينمي القدرة على خوض النقاشات الجماعية وينمي الفلسفة الكلامية والبلاغية، فمن المعروف أن نقد الأفكار والإيديولوجيات هو إحدى الطرق السهلة للوصول إلى الحقيقة كما يراه بلاطين.

ولا ننسى المسؤولية الجماعية والتي تقع على عاتق الجميع والتي بدورها تعمل على تحسين الظروف الإجتماعية والأقتصادية والبيئية فيقول جان جاك روسو: «المجتمع يتشكل من الأفراد، ولكل فرد واجب نحو المجتمع»، وهذا يدل أن ليس هناك فاصل بين الحرية الشخصية والمسؤولية الإجتماعية.

أما النمو الذاتي فهو يضم شقين النمو الشخصي والنمو الروحي وهي عملية تطوير القيم الأخلاقية من أجل بلوغ أعلى درجات القناعة وهي الشعور بالرضا وتحقيق الذات إذ يقول رالف والدو إيمرسون:»إن ما هو جيد في الإنسان هو قدرة الفكر على النمو»، وهنا أشار إلى أهمية التفكير كوسيلة لنمو الذات وأن التعلم المستمر جزء من النمو الشخصي.

ولاننسى الصعوبات والتحديات والعراقيل التي تواجه التنمية الأخلاقية وتتمثل بالعولمة، وآثار التكنولوجيا السالبة، وإنعدام المساواة الإجتماعية كُلها تخلق جوًا مشحونًا بأساليب تعاملية غير موفقة ومرفوضة من قبل المجتمعات وخاصة المجتمعات الشرقية.


مشاهدات 152
الكاتب مروه العميدي
أضيف 2024/09/15 - 5:11 PM
آخر تحديث 2024/09/18 - 1:27 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 57 الشهر 7047 الكلي 9995669
الوقت الآن
الأربعاء 2024/9/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير