العراق يعزّز شراكاته الإقليمية أمام تزايد تحدّيات البيئة

ملتقى بحر العلوم يضع خارطة طريق لإدارة التنمية وحماية الأهوار

بغداد - ابتهال العربي

يواصل ملتقى بحر العلوم للحوار، في بغداد، باشراف الدكتور إبراهيم بحر العلوم، جهوده لاصدار الاعمال الكاملة للاستضافات الحوارية مع نهاية العام الجاري.

ويتطلع الملتقى الى (تحقيق إنجازات تعزز الواقع التنموي بالتوقف عند محطات أساسية تتضمن التعداد السكاني، الضمان الصحي، طريق التنمية، تحسين الواقع البيئي، شركة اقتصاديات الكربون، تنمية الشباب، وبرامج محو الامية)، وفي اطار اهتمام الملتقى بهذه البرامج، تم تسليط الضوء على (البرنامج الحكومي والاستراتيجية الوطنية 2024 الى 2028، والتخطيط لاستضافة قيادات حكومية بهدف الاطلاع على الانجازات التي حققتها الوزارات المعنية بتلك البرامج، فضلاً عن طرح رؤى حول ابرز التطورات في قطاع النفط والغاز، من بينها اجتذاب الشركات النفطية العالمية الرصينة لتأهيل حقول كركوك، وتطوير حقول الناصرية وارطاوي ولحيس، الى جانب المضي بسياسة تصفير حرق الغاز المصاحب، والتركيز على خطط تأهيل البنى التحتية لتعزيز القدرات التصديرية للنفط، والتوجه نحو مشاريع الطاقة المتجددة).

برنامج حوار

وجاء مشروع الإدارة المشتركة لهور الحويزة بين التحديات والفرص، امتداداً للتعاون بين مؤسسة بحر العلوم ومركز الدراسات السياسية والدولية التابع الى وزارة الخارجية الإيرانية، ضمن برنامج حوار العراق، الذي انطلق خلال 2022 بهدف (معالجة قضايا المياه والتغيرات المناخية، بحضور رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، وعدد من الشحخصيات السياسية والبرلمانية والوزارات ذات العلاقة، وخبراء البيئة والمياه، لتوفير منصة رفيعة المستوى تجمع كبار المسؤولين والباحثين والأكاديميين من البلدين، لمناقشة الرؤى والتحديات والفرص، وصولاً إلى توصيات عملية لتفعيل الإدارة المشتركة)، وشدد السوداني خلال المؤتمر المنعقد برعاية الملقتى على (ضرورة مواجهة التغيرات المناخية كتحدي عالمي متعدد الأبعاد البيئية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، لاسيما أن العراق من أكثر الدول تأثراً بها نتيجة تدهور النظم البيئية)، مبيناً ان (الحكومة أولت ملف الأهوار أولوية خاصة، عبر خطط لضمان تدفق المياه، ودعم السكان المحليين، والحفاظ على التنوع الإحيائي)، وأضاف السوداني الى (توقيع مذكرات تفاهم مع دول الجوار، ومنها إيران، لتنظيم الإدارة المشتركة للمسطحات المائية، مع اعتبار هور الحويزة إرثاً حضارياً وثقافياً مشتركاً، وموارداً بيئياً يتطلب الحماية)، وتطرق الجانب العراقي والإيراني الى (التعاون الثنائي المستدام وفق اتفاقيات واضحة، مع التركيز على تأسيس صيغة متينة للإدارة المشتركة، وإشراك المجتمع المحلي، وتفعيل دور البحث العلمي).

مبادرة وطنية

واحتضن الملتقى، مشروع الموسوعة البيئية العراقية، كمبادرة وطنية الهدف منها تأصيل الوعي البيئي، تطوير السياسات العامة، وتعزيز الشراكات المؤسسية لتحقيق التنمية المستدامة، وذلك خلال لقاء عقد بوزارة البيئة، بحضور وزيرها ومستشاريه، وبمشاركة عدد من الباحثين المشاركين في إعداد الموسوعة. وبين بحر العلوم ان (المشروع يشارك فيه أكثر من 70 باحثاً من مختلف الجامعات العراقية، ما يجعله عملاً معرفياً مؤسسياً ذا قيمة استراتيجية)، مشيراً الى أن (نجاحه يتطلب تعاون الوزارات ذات العلاقة، وخبرائها المتخصصين)، واضاف ان (الموسوعة تعد ثمرة جهد بحثي استمر ثلاث سنوات، واستجابة للتوصيات الصادرة عن طاولات الحوار مع دول الجوار المائية، والتي أوصت بإنشاء مركز علمي مستقل يعنى بالبيئة والتغيرات المناخية والمياه)، وطرح عدد من الباحثين المشاركين في اللقاء (عروضاً علمية حول الفكرة المركزية للموسوعة، وآليات إنجازها ومجلداتها وخارطة الطريق الزمنية)، من جهته شدد الوزير على (ضرورة التزام وزارته بدعم المشروع في إطار مذكرة التفاهم الموقعة مع المؤسسة، مشيداً بالمبادرات التي تبنتها في السنوات الأخيرة، ومنها مشروع ظمأ العراق الذي عُدّ نموذجاً ناجحاً للتكامل بين المؤسسات غير الحكومية ووزارة البيئة)، واختُتم اللقاء (بتجديد التزام الوزارة بدعم المشروع وتوفير الإسناد اللازم لإنجاحه، فيما دعا بحر العلوم الى أهمية الشراكة المؤسسية في مواجهة التحديات البيئية، وتعزيز مكانة العراق في الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة التغيرات المناخية، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة).