الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
جولات التراخيص النفطية..إحتفالية أم أسى؟

بواسطة azzaman

جولات التراخيص النفطية..إحتفالية أم أسى؟

أكرم سالم

 

على الرغم من الكارثة التي حلت بالعراق لدى توقيع وزارة النفط وبتفويض مجلس الوزراء ومباركته ابتداء من عام 2009 وحتى عام  2018 على خمس جولات للتراخيص النفطية وبصيغة تقفز فوق الدستور والتشريعات القانونية ذات الصلة ، فان وزارة النفط العراقية تحتفل من خلال معرض ومؤتمر العراق الدولي الثاني للمشاريع النفطية وجولات التراخيص للمدة من 9 الى 12 ايلول الجاري بهذه المناسبة وبمشاركة الشركات النفطية الحاصلة على جولات التراخيص والشركات الساندة تحت شعار «جولاتنا طاقة للغد!!» وهو ما يشكل استفزازا لمشاعر الشعب العراقي المالك الفعلي والحقيقي للثروات البترولية من نفط وغاز .اذ ان العراق يعد ثاني اكبر مصدر للبترول في الشرق الاوسط وتتعدى عائداته اكثر من مئة مليار دولار سنويا وتشكل صادرات العراق اكثر من 8 بالمئة من اجمالي الصادرات البترولية عالميا وهو يمتلك اكثر من 145 مليار برميل اي 17 بالمئة من الاحتياطات  المؤكدة في الشرق الاوسط و 8 بالمئة من الاحتياطات البترولية العالمية ،ووفقا لهذه التراخيص سيئة الصيت فقد  تم ارتهان البترول العراقي لعقود غير مدروسة بعناية وبشكل عاجل متسرع تتراوح آمادها بين 20 الى 30 ثلاثين عاما قابلة للتمديد !! وبعقود «خدمة» تتماثل شروطها بعقود الامتياز التي تتيح لهذه الشركات العالمية متعددة الجنسية المعروفة الامريكية والانكليزية والهولندية والصينية وغيرها ..استغلال ثروات العراق البترولية الوطنية ابشع استغلال ، وتفرض على العراق اشتراطات مجحفة تقرب من العقوبات في عدد من نصوصها!! علاوة على ان الغاز العراقي المصاحب والطبيعي مازالت غالبية كمياته تحرق  وتلوث سماء العراق .علما ان كلف استخراج برميل البترول العراقي يمثل ارخص كلف استخراج للبترول في العالم ولا يتجاوز دولارين او ثلاثة دولارات تقريبا،فيما تم منح مبالغ خيالية كمكافآت ثابتة لهذه الشركات فضلا عن التكاليف المضاعفة التي تقرب من ستة عشر الى عشرين دولارا ونيّف...لذلك فان من حق الشعب العراقي مطالبة وزارة النفط والحكومة العراقية الاسراع في نشر الترجمة الكاملة لعقود التراخيص النفطية الموقعة مع شركات البترول العالمية الاحتكارية وحيثياتها..وبكل شفافية ، والاجابة عن التساؤلات المطروحة والتي اثيرت حيال ذلك وعن اسرار الغموض والتخفي!! الكامن وراء عدم اتاحة الترجمة المتكاملة والصريحة للنصوص الحقيقية لهذه التراخيص التي احيطت بالسرية في غالبية فصولها حتى الان!!

 

 


مشاهدات 43
الكاتب أكرم سالم
أضيف 2024/09/14 - 2:24 AM
آخر تحديث 2024/09/14 - 2:09 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 283 الشهر 5547 الكلي 9994169
الوقت الآن
السبت 2024/9/14 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير