دهوك مدينة في واد
نوزاد حسن
انه الخريف ودهوك تتالق تحت اشعة شمسه التي تزيد ظلال الاشجار جمالا.وهناك في الاعلى عند حواف الغيم يرتفع جبل زاوة بتموجاته التي تضاء مساء بشريط من المصابيح البرتقالية اللون. ايها الدهوكي انها دهوك.
توقف قليلا لتنظر اليها نظرة اخرى.وانا اعرف انك تعاني من وضع اقتصادي صعب.
اعرف ان فرص العمل قليلة,وان للحياة متطلبات كثيرة.كل هذه المشاكل تبعدك عن الانتباه لحفلة الجمال والضوء الموجودة حولك. اعرف معاناتك لكني احاول ان انتبه لكل شيء.
افكر في دهوك كثيرا,وافكر بشقيقتيها اربيل والسليمانية وافكر باقضيتها ونواحيها وكل شير فيها.واخرج بعد كل تقكير بنتيجة مهمة وهي:كيف خرج من هذا الوادي الدهوكي مدنية رائعة قياسا بمناطق العراق الاخرى.مدنية تحترم التنوع,ولا تخترع قيودا على حرية الناس,كما انها لا تفرض طقوسا مبالغا بها تفسد بها حياة الناس.
مدنية ليس فيها دكات عشاشرية,ولا رمي عشوائي,ولا صخب ابواق السيارات,ولا غضب شخصي لاسباب تافهة.مدنية دهوك ساحرة نقية.