سفيرة فوق العادة

اكرام زين العابدين

منذ سنوات وانا اسمع بالبطلة نجلة عماد التي نجحت في الفوز بالبطولات الخارجية المتعددة ، لكنني لم اصدق ان الحلم سيتحول الى حقيقية وتكون أميرة ديالى صاحبة الميدالية الذهبية في فعالية تنس الطاولة في بارالمبياد باريس 2024 .

الحصول على ميدالية في دورة الالعاب الاولمبية للاصحاء كان حلماً ولم يتحقق نتيجة ظروف مرت بها اللجنة الاولمبية العراقية وادت الى تأجل الحلم لسنوات اربعة اخرى.

لكن ابطالنا من ذوي الهمم ولجنتهم البارالمبية كان لهم كلمة اخرى في المشاركات بالدورات البارالمبية ، وبدأت قصة الابطال بمشاركتهم في بارالمبياد برشلونة 1992 وحصد رامي القرص احمد عليوي الميدالية البرونزية ، واكمل الرباع فارس سعدون الانجازات بعد نيل الميدالية الذهبية برفع الاثقال ، ونال زميله ثائر عباس البرونزية في بارالمبية أثينا 2004 ، واستمر العراق في بكين 2008 ونال فضية وبرونزية عن طريق رسول كاظم وثائر عباس .

وعاد فارس سعدون ونجح في نيل فضية رفع الاثقال ، فيما حصد احمد غني فضية وولدان نزار برونزية بالعاب القوى في بارالمبياد لندن 2012 ، وتحقق افضل انجاز للبارالمبية بذهبتي جراح نصار وكوفان حسن بالعاب القوى، و3 فضيات لرسول كاظم برفع الاثقال ، وولدان نزار بالعاب القوى ، وعمار هادي بالمبارزة في بارالمبياد ريودي جانيرو 2016 ، وتلتها مشاركة ضعيفة في بارالمبياد طوكيو 2021 بفضية جراح نصار وبرونزيتا فارس سعدون وولدان نزار.

وجاءت البشرى من نجلة عماد في بارالمبياد باريس 2024 عندما خطفت الميدالية الذهبية بتنس الطاولة ، فيما نال زملائها بفريق المبارزة فضية الفرقي (عمار هادي وزين العابدين وحيدر العجيلي) ، وحصد رسول كاظم برونزية رفع الاثقال ، جراح نصار وولدان نزار برونزية العاب القوى.

ان ارتقاء منصات التتويج وعزف السلام الجمهوري للبطلة نجلاء وضعها بمقام سفيرة فوق العادة ، لانها نجحت في رفع علم العراق في منافسات عالمية قوية وفي ظل ظروف غير اعتيادية ، بالرغم من انها فقدت ثلاثة من اطرافها ولكن اليد الاخيرة حملت المضرب وقالت كلمتها واعطت درساً للآخرين بان لا مستحيل في الحياة ، وان اي انسان يملك الارادة قادر للوصول لاهدافه.

وهنا يجب ان نشيد ونرفع القبعة لعائلة البطلة نجلاء التي عانت من فقدان احبه لها ، واصابه ابنتهم وهي صغيرة السن ، لكنهم نحجوا في اعادتها للحياة من خلال دعمها لممارسة الرياضة والاستمرار والمواظبة على الدراسة ، وبالرغم من كل الصعوبات والمعوقات الا انها تفوقت في الرياضة والدراسة .

وكذلك نشكر مدربها الاول الذي علمها ابجديات التحدي والاصرار على النجاح ،  ونشكر ايضا من زرع الامل فيها بعد صناعة اطراف صناعية لها اسهمت بوقوفها من جديد بعد ان كانت تتحرك على الكرسي .

 نجلاء ارسلت رسالة للبعض من الاصحاء الذين انعم الله عليهم بالصحة والعافية والكمال ، الا انهم لم ينجحوا في استثمار هذه النعم والعطايا الكثيرة ، بل انهم يتباكون ويتبطرون على نعم رب العالمين ولا يشكروه في كل وقت وحين.

ونشيد بمبادرة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الذي استقبل البطلة هي وعائلتها ومدربها من اجل تكريمها بما يليق بانجازها، ولن ننسى دعم وزارة الشباب والرياضة لها ، وحسنا فعلت شبكة الإعلام العراقي ممثلة برئيسها كريم حمادي بقبولها ضمن مبدعيها ، وكذلك مبادرة وزير التربية بالطلب من مديرية المناهج بإدراج قصة نجاحها كأول امرأة عراقية تُحرز ميدالية ذهبيّة بتاريخ العراق ضمن مُفردات المناهج الدراسيّة.

وبالتاكيد فان عراقنا يضم اخوات لنجلاء من الممكن ان تنجح وتحرز الميداليات العالمية ، لكنها تعاني من التقاليد والاعراف التي تمنعها من تحقيق النجاح