تفوق الجامعات الاهلية على الحكومية في جودة المنشور العلمي
محمد الربيعي
أثارت دهشتي بعض الأرقام التي نشرتها الوزارة، والتي تظهر تفوق الجامعات الاهلية في نوعية ورصانة الاوراق البحثية المنشورة. بعد مراجعة الأرقام، تساءلت: هل من المعقول أن تشكل نسبة النشر في مجلات الربع الأول من سكوبس، كدلالة على تميز ورصانة المجلات، حوالي 70 % للجامعات والكليات الأهلية، بينما لا يمثل نشر مثل هذه البحوث المتميزة إلا حوالي 30 % من قبل الجامعات الحكومية؟
لربما من الصائب أن تدرس الجامعات الحكومية هذه الظاهرة الإيجابية بشكل غير متوقع للجامعات الأهلية وتتعرف على الأسباب التي جعلت هذه الجامعات تتفوق في النشر العالمي المتميز.
هل يعود ذلك إلى حركة البحث العلمي المتميز وتشجيع الباحثين من قبل المستثمرين، وتوفير الأموال لبناء المختبرات، وتوفير الأجهزة والمواد المختبرية، أو وسائل الاتصال العلمي بالعلماء الكبار في العالم المتطور؟ لابد أن تكون هذه البحوث أيضا نتيجة البيئة العلمية المتميزة وغير المألوفة، والتي قد تكون مفقودة في الجامعات الحكومية.وما يزيد من الدهشة انها نتيجة تجربة حديثة العهد لا يتعدى عمرها بضع سنوات، فكيف استطاعت هذه الجامعات التفوق على نظيراتها الحكومية التي لها تاريخ طويل في البحث العلمي، وإمكانيات هائلة توفرها الدولة لها؟ هل أصبحت الجامعات الأهلية المراكز الأساسية للبحوث الاستثنائية والمرموقة؟ كيف امتلكت الجامعات الأهلية مختبرات بحثية وباحثين وطلبة بحوث من المستوى العالي بحيث تتفوق على الجامعات الحكومية في رصانة بحوثها؟ما هو مقدار المبالغ المخصصة من مستثمري الجامعات الأهلية للبحث العلمي (من غير النشر العلمي)؟ وهل هناك مصادر خارجية تمول الأبحاث؟ او هناك جهات او اشخاص توفر المنشورات العلمية لهذه الجامعات؟
هل يمكن أن يكون السبب هو سعي الجامعات الأهلية الحثيث لتحسين مواقعها في تصنيفات الجامعات العالمية، وضغوط الوزارة عليها، مما يدفعها بشكل مباشر أو غير مباشر إلى تشجيع باحثيها وأساتذتها على الانخراط في مصانع الأوراق البحثية (Paper Mills) واستخدام الطرق غير الشرعية لكتابة وشراء الأوراق الجاهزة من الداخل والخارج؟هل هذه الطرق والأساليب معروفة ومطروقة من قبل الجامعات الحكومية ولكنها أقل كفاءة في تطبيقها؟ أم أنها جديدة وغير مسبوقة؟لتتعرف الجامعات الحكومية على السياسات التي تبنتها الجامعات الأهلية والتي مكنتها من التفوق في نوعية الأوراق المنشورة. إيجاد الأجوبة على هذه التساؤلات ضروري لتحسين نزاهة وجودة المنشور العلمي.