الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الصيف الذي إنساب بعيداً

بواسطة azzaman

الصيف الذي إنساب بعيداً

معتصم الصالح

 

لقد مرت ثلاثة أشهر، ولكن بدا وكأن الصيف انقضى في ثلاثة أيام خاطفة.

والآن، انتهى... لم أتمكن من فهم ذلك الصيف. مر بلا معنى، ضبابًا من الأيام والليالي قضيتها في خياطة الليل بالنهار ، وكأن العالم الخارجي قد توقف عن الوجود. تعود الذاكرة لتلك الأيام السالفة “،أين قضيت العطلة الصيفية “  عندما عادت المدرسة، أعطانا المعلم لكل منا ورقة بيضاء، ووقف أمام الصف، وبيده الطباشير. كتب على السبورة: “كيف قضيت الصيف؟” ثم أوضح قائلاً: “صيفك انت “.حدقت في الورقة، وقلمي معلق فوقها، ودعوت عقلي يجول عبر تلك الأيام الطويلة والفارغة. لم يكن لدي شيء لأكتبه. لا شيء على الإطلاق.

عندما نادى المعلم اسمي، شعرت بقشعريرة تسري في جسدي. وقفت أمام الصف، والورقة في يدي، وحثني قائلاً: “اقرأ بصوت عالٍ.”

لكنني بقيت صامتًا. ما الذي يمكن أن يكون أسوأ من ألا يكون لديك ما تقوله؟ عيون المعلم المليئة بالقصد اخترقتني وأنا أقف هناك، عاجزًا عن النطق.

الآن، مع مرور الوقت، أدرك شيئًا لم أستطع فهمه آنذاك: يمكن أن تمر الحياة بسرعة الصيف، وتتلاشى قبل أن تعيشها حقًا. وعندما تنتهي، ربما يعطي المعلم السماوي لكل واحد منا ورقة بيضاء ويسأل، “كيف قضيت حياتك؟

في ذلك اليوم، لن تتمكن من التحديق في الصفحة الفارغة والبقاء صامتًا. في ذلك اليوم، يجب أن يكون لديك شيء لتكتبه. أتساءل الآن، كل يوم: ماذا سأفعل بحياتي لأتأكد من أن لدي شيئًا ذا معنى لأقوله عندما يُطرح عليَّ ذلك السؤال النهائي؟أحتاج إلى إيجاد صوتي، وهدفي، قبل أن يفوت الأوان—قبل أن أُترك مع الصمت في مواجهة السؤال الأسمى. بصراحة، كيف قضيت حياتك؟

راقبت ذلك الصيف ينساب بعيدًا، وبذلك،  لا اقول فاتتني فرصة أن أعيشه بل شاهدته كيف يناسب بعيدا لفراقه..

 

 

 

 


مشاهدات 276
الكاتب معتصم الصالح
أضيف 2024/09/02 - 10:58 PM
آخر تحديث 2024/10/16 - 2:49 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 336 الشهر 6723 الكلي 10036446
الوقت الآن
الأربعاء 2024/10/16 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير