أمراض فتكت بالمجتمعات ومزقتها
حامد الزيادي
آفة الحقد والحسد وباء يهدد المجتمع فلم يكتفي الحاسد بزوال نعمة المحسود بل بزوال المحسود نفسه!! وما زالت تطفو على السطح بعض السلوكيات والممارسات المريضة من قبل افراد وجماعات تعيش عقد نفسية تحمل معها شحنات من الحقد والكراهية والحسد ناهيك عن باقي الأمراض النفسية الأخرى فلم تفلح معها كل العلاجات والمراهم الروحية كي تحد منها او تقوضها، فراحت تعكر صفو العلاقات الاجتماعية وتتسبب في تفكك الاواصر وتسميم الجو العام ناتجة من مشاكل اجتماعية متراكمة خلقتها ظروف الحروب والتخلف والجهل وانعكست اثاراها جيلا بعد جيل في بروز الفوارق الطبقية والانانية الفردية والاطماع الشخصية التي افرزت لنا تبعات خطيرة في السلوكيات من قبيل الأقصاء والتهميش والتمييز وممكن ان تنمو وتترعرع أكثر وأكثر كلما ابتعد الفرد عن روح الإنسانية والدين، وحتى نقف على الأسباب قبل النتائج كي نعالجها بالشكل الذي ينتج لنا مجتمع متسامح ومتعاون قابل للتعايش حتى لا نذهب نحو المجهول ونبقى رهينة النزاعات والمطامع والأهواء في دائرة مظلمة ومرعبة تفكك معها روابط الثقة والمحبة والانسجام والوشائج ، كل ذلك بسبب حروب الفساد والتخلف والفرقة التي لا تقل ايلاماً من الحروب العسكرية المعتادة أو ناتجة عنها، فاَفة المرض النفسي هي التي فتكت بالمجتمعات ومزقتها شر ممزق، فهل فكر احد ان يعطينا نسبة المصابين بهذا الامراض في عالمنا اليوم كم وصلت ؟! وهذا الألم يسبب له وجع نفسي وجسدي والمثير للغرابة ان أعراض هذه الأمراض غير ظاهرة على الجسد وتظهر في السلوك والممارسة، حيث لم يكتفي الحاسد زوال نعمة الغير بل أصبح (متحول) أكثر خطورة لزوال المحسود نفسه!! والحاقد كذلك ، لذلك نرجع لأصل القضية هو التنشئة البيتية والمجتمعية الصحيحة بالتغذية الروحية بالأخلاق الحميدة وتحقيق العدالة الاجتماعية الذي تؤمن توزيع الفرص وخلق مجتمع متعاون ومتسامح من خلال دعم التعليم وتامين العيش الكريم وتعزيز الروح الوطنية والغاء الفوارق الطبقية التي خلقت التكالب على المكاسب والامتيازات والمغانم وسباق محموم نحو الثراء والترف مما خلق قواعد دخيلة خلقت فجوة كبيرة لا يمكن ردمها بسهولة.