التشكيل هواية نجاة ريحان ورسالة تسعى للحفاظ عليها: أعشق الإنطباعية بجنون لأنها لغة اللّون وفيها حداثة متجدّدة
بابـل - كاظـم بهَـيًـة
نجاة ريحان، فنانة تشكيلية من مواليد ميسان، تتلمذت على ايدي عباقرة الفن التشكيلي العراقي خلال دراستها في اكاديمية الفنون الجميلة جامعة بغداد - فرع الرسم،. حتى تألقت وتركت بصمة واضحة في اعمالها الفنية، خلال أقامتها ما يقارب 40 معرضا شخصيا وما يقارب 40 معرضا مشتركا، مارست التدريس لمادة التربية الفنية في عدة مدارس بمحافظة ميسان، عضو في تجمع تشكيليون،وعضو في جمعية التشكيليين العراقيين،وعضو نقابة الفنانين العراقيين،وعضو في المركز الدولي لرواد الفن التشكيلي. للتعرف على تجربتها التشكيلية، اجرينا معها هذا الحوار:
□ خطوة الالف ميل تبدأ بخطوة، فما هي خطوتك مع الرسم؟
-بدأت بوادر حب الرسم لدي منذ الطفولة،اذ كنت احاول ان اعتمد على نفسي من خلال اعادة رسم ما حولي من اشياء، او الطبيعة التي كانت ملهمتي الاولى بسبب قرب مسكننا من النهر في وسط مدينة العمارة، كنت احاول ان اجلب مستلزمات الرسم من مصروفي اليومي. وبعد ان اكتشفت عائلتي اهتمامي بذلك، بدأت بتشجيعي، خاصـــــة الوالد والوالدة واخوتي ثم اصدقاء المدرسة ومعلمة التربية الفنية، وبعد ان اصبحت في الثانوية، اخذت مدرسة التربية الفنية، توليني اهتماما خاصا بل وتعتمد علي في تنسيق المعرض الفني المدرسي وكذلك اصدار النشرة المدرسية الشهرية،حتى دخولي اكاديمية الفنون الجميلة.
□ على يد من من الفنانين تتلمذت خلال دراستك في الأكاديمية؟
- خلال دراستي الأكاديمية تنقلت بين يدي اكثر من فنان تشكيلي،فعادة يأخذ استاذ الرسم طلاب المرحلة الاول ويصعد بهم الى المرحلة الرابعة، لكي يتعودوا اسلوبه وطريقة طرحه لمواضيعه، وكذلك فهم فلسفته في التلوين او التشريح، استاذ فائق حسن درسنا لمدة سنة، ثم انتقلنا الى يد الفنان محمد صبري، ثم بعدها الى الفنان وليد شيت، هذا بالنسبة لدرس الرسم اما درس النحت والفخار، فكان اسماعيل فتاح الترك و محمد غني حكمت وماهر السامرائي،اما مادة تاريخ الفن والتذوق الفني، م الباحث المنقب الآثاري زهير عبد الصاحب،الذي ترك في داخلي حبا لا مثيل له لتراثنا وثقافتنا الحضارية العربية وبالأخص سومر وبابل واشور وحضارة النيل العظيمة.
□ الى أي المدارس الفنية تنتمين؟
-انا لا احب ان اقيد نفسي بمدرسة فنية محددة، انا ارسم بكل الاساليب، ورسمت بكل المدارس الفنية : الكلاسيكية والانطباعية والسريالية و التكعيبية والتعبيرية والرمزية والواقعية. لكني اعشق الانطباعية بجنون لأنها لغة اللون والضوء وفيها حداثة متجددة.اشعر آنها اخر محطة لفن الرسم، بل واروع المراحل التي مر بها فن الرسم وما جاء من بعدها هراء.
□ أي الألـــوان التي تداعب اناملك في تزين اللوحة؟
- احب اللون الأزرق جدا،لأنه يعطيني راحه نفسية غريبة، اذ انه لون البحر بكل غموضه واسراره وعظمته وجبروته وهدوءه في الوقت نفسه، وهو لون السماء حيث الرجاء والعبادة والتأمل بعظمة الخالق.
□ ايهما اولا عندك اللون ام الفكرة؟
-كلاهما يكمل الاخر، في المعارض للفنية يجذبنا الوان اللوحات قبل كل شيء، فتجعلنا نقترب منها ثم ننطلق الى التوغل في الفكرة التي تحملها اللوحة، فان كانت فكرة مؤثرة تترك في نفس المتلقي اثرا كبيرا، والا فان اللون يبقى مؤثرا لوحده بغض النظر عن الفكرة.
□ كيف تختارين مواضيعك؟
- اللوحة الفنية عبارة عن مجموعة افكار ومشاعر ومواقف تمر على الفنان، فيحاول محاكاة الواقع وكانه اعادة كتابة ما مر عليه،ولكن بأسلوب اللوحة واللون والتخطيط والمواضيع شتى خاصة ونحن نعيش في المجتمعات الشرقية المنفتحة على بعضها. احيانا تأتي اللوحة اشبه بخيال يمر على الخاطر.
□ كيف ترين حالة الفنانة التشكيلية اليوم و ماذا ينبغي عليها؟
-كانت وما زالت التشكيلية العراقية،تثبت وجودها في كل المناسبات والمحافل والمعارض الفنية محليا وعالميا، انا متفائلة جدا بها وخاصة هذا الجيل الصاعد الممتلئ بالثقة العالية وحب الفن، وكفاءات فنية عالية ومواهب كبيرة، لها الرغبة على مواصلة الطريق، يتطلب منها، ان تمزج ما بين الثقافة الفنية والموهبة،اتمنى ان تقــــرأ اكثر وتطلع على تطورات الفن التشكيلي في العالم ومد جسور الصداقة والتعارف واقامة المعارض المشتركة، لكي نوصل رسالتنا لتلك الشعوب من خلال الفن.
□ بمن تأثرت خلال تجربتك التشكيلية من الفنانين؟
-تأثرت بفان كوخ اشعر انه مدرستي التي تخرجت منها انه مدرسة اللون والضوء المتميزة والوحيدة دون اي منافس هذا في راي انا.
□ واخيرا ماذا يعنى لك فن التشكيل بعد هذه التجربة الطويلة معه؟
-فن التشكيل هويتي التي اعتز بها ورسالتي التي اسعى للحفاظ عليها. فن الرسم هو بحبوحة تنفسي وسعادتي. عندما ينطفئ كل شيء من حولي اجد هناك ضوءا يلمع، يدعوني اليه، لأفرغ به ومن خلاله وجعي، فنبدأ حكاية جديدة بلوحة جديدة بعيدا عن كل متاعب الدنيا، انه عالم الرسم.