الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
رحلتي إلى مصر أم الدنيا (2)

بواسطة azzaman

رحلتي إلى مصر أم الدنيا (2)

شهادة جدارة تاريخية لمسيرة الكاريكتير

 

بغداد - علي إبراهـيم الدليمي

منذ دخول وإنتشار الشبكة العنكبوتية في الحياة، بدأت مشاركاتي على حساب صفحتي الخاصة، تتواصل بنشر رسوماتي الكاريكاتيرية، المتنوعة ما بين السياسية والإجتماعية، فضلاً عن نشاطاتي الأخرى في فن الخط العربي والقصة والمتابعات الفنية الأخرى التي أنشرها في الصحافة ومن ثم أعيد نشرها على صفحتي (الفيس بوك).. فضلاً عن نشر تاريخ مسيرتي الفنية الطويلة الموثقة بالصور الفوتوغرافية وأعداد الصحف والمجلات الورقية المطبوعة.

فكانت هنالك مواقع مصرية متخصصة من ضمن التي أتعامل معها بجدية وإحترافية في مساهماتي الكاريكاتيرية.. حيث هم جديرون بأرشفة وتوثيق حركة الكاريكاتير العربي عموماً، وكانت لهم رؤيتهم البصرية المستقبلية بكل ما ينشر للفنانين العرب، ومتابعة مسيرتهم الإبداعية وسيرهم الفنية الخاصة.. ولمّ شملهم.

وهناك الجمعية المصرية للكاريكاتير في نقابة الصحفيين المصريين، التي تضم كبار رسامي الكاريكاتير المعروفين على نطاق الوطن العربي، والعالم من الرواد والشباب، وكانوا على إطلاع دائم على كل ما أنشره في الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية الأخرى داخل وخارج العراق.. فضلاً عن «ملتقى الكاريكاتير العربي في مصر» الذي يقيم نشاطات سنوية لجميع رسامي الكاريكاتير العرب، والذي يديره ويشرف عليه الكاتب الساخر الأستاذ عماد جمعة إمام، ويتابع تفاصيل مسيرة فن الكاريكاتير العربي بكل جوانبه. حيث أخذ على عاتقه بتكريم أحد رواد الكاريكاتير العرب سنوياً.. وهي بالتأكيد مبادرة جميلة من قبل «الملتقى».. إذ لا توجد هكذا حالة في مؤسساتنا الصحفية أو المدنية في جميع الدول العربية!

لذا فان إدارة (الملتقى)، قررت مشكورة تكريمي في نسختها لعام 2024، بصفتي أحد رواد الكاريكاتير العرب المتواصلين، في الساحة الصحفية والفنية منذ أكثر من خمس وأربعون سنة تقريباً.

جاءت هذه الدعوة لي بمثابة الشهادة التاريخية لإثبات وجودي أولاً، فناناً كاريكاتيرياً، ولتحقيق أمنيتي الأزلية بزيارة مصر الحبيبة، واللقاء بكبار، ما تبقى، من الفنانين من رسامين وخطاطين وصحفيين، و(البركة أكيد في الجيل الذي يقود الفن في مصر بعدهم الآن). وزيارة بعض المؤسسات الصحفية الرائدة..

وهكذا.. أستلمت «الدعوة» المباركة بشغف كبير، وأكملت إجرآءات السفر، وكانت إجرآءات سهلة ومرنة، لا تستغرق سوى وقت ملء المعلومات الشخصية من قبل موظف مكتب السفر، ودفع المبلغ المطلوب، ولكون عمري تجاوز الستين عاماً، فقد تم إعفائي من رسوم «الفيزا».

يوم السفر

كان موعد سفري الساعة العاشرة من صباح يوم السبت، الموافق 13 يوليو/ تموز، دخلت المطار قبل موعد إقلاع الطائرة بثلاث ساعات، (حسب التوجيهات العالمية للسفر)، حيث كل شيء في مطار بغداد الدولي، طبيعي وهاديء، تسير الأمور بسهولة وإنسيابية تبدأ من عمليات التفتيش الشخصي والحقائب.. مروراً بجهاز السونار الإلكتروني، ثم إستلام الحقائب الكبيرة لشحنها في الطائرة، والخلاص من عبئها، ثم ختم الجوازات من منافذ عديدة لعدم تأخير المسافرين، ودون تعقيدات أو روتين، مع كلمات الوداع الجميلة «سفرة سعيدة» و»بالسلامة». شيء فعلاً يسر الروح ويشرح الصدر.

أعلن مذياع المطار، أو «كولد» المطار، يدعو المسافرين إلى القاهرة على متن طائرة الخطوط الجوية العراقية التوجه إلى قاعة مرقمة لغرض التفتيش النهائي والتهيوء للطيران.. ونفس الحال كذلك أتخذت الإجراءات الأمنية بسلاسة وانسيابية عالية غير المزعجة.أقلعت الطائرة، في تمام الساعة العاشرة صباحاً، وكان على متنها مجموعة من المسافرين المصريين الذين كنت بينهم في المقاعد الخلفية، وهم يتحادثون بينهم بلهجتهم المصرية المألوفة، وكأنني لأول مرة أسمعها، فمنذ سنوات طويلة لم ألتق (بمواطن مصري) وجهاً لوجه بسبب ظروف البلد السياسية، وعودة أكثرهم لبلادهم.. فقط نسمعهم من خلال الأفلام والمسلسلات في القنوات الفضائية.. بعدما كانوا بالألاف يعملون في العراق، وفي أوج ظروف الحروب الصعبة التي مرت على العراق.الوقت مر سريعاً جداً، في الطائرة، فقط ساعتين، وهي المسافة ما بين بغداد والقاهرة، وتوقيت الساعة كان مشتركاً، حيث قدمت خلالها للمسافرين وجبة طعام خفيفة مع الشاي.. ليؤكد بعد ذلك صوت المضيفة في الطائرة، لتعلن عبر المذياع الخاص دعوتها بان نجلس في مقاعدنا المخصصة، والتأكيد على شد أحزمة الأمان والمحافظة على الهدوء، وذلك لهبوط الطائرة أرض مطار القاهرة الدولي..

وكانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشرة من منتصف النهار.


مشاهدات 36
أضيف 2024/08/14 - 3:36 PM
آخر تحديث 2024/08/15 - 3:15 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 54 الشهر 6085 الكلي 9981629
الوقت الآن
الخميس 2024/8/15 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير