مهرجان العنب في جنين بين الفرح الشعبي ومخاوف التصعيد الأمني

جنين - لارا احمد

انطلق في الثالث والعشرين من آب الماضي مهرجان العنب في مدينة جنين لعام 2025، وهو أحد أبرز الفعاليات الزراعية والثقافية التي تحتفي بالمنتج المحلي وتجمع بين المزارعين والتجار والزوار في أجواء احتفالية.

 ويُعد المهرجان مناسبة سنوية للتعريف بأصناف العنب التي تشتهر بها المنطقة، إلى جانب كونه فرصة لتشجيع السياحة الداخلية ودعم الاقتصاد المحلي.

ورغم الأجواء الاحتفالية التي رافقت الافتتاح، تسود حالة من القلق بين السكان وأصحاب الأعمال التجارية في المدينة، في ظل المخاوف من أن يشهد الوضع الأمني مزيداً من التوتر. إذ يخشى كثيرون أن تؤدي التحركات المرتبطة بانتشار الكتائب المسلحة في بعض المناطق إلى دفع الجيش الإسرائيلي لتنفيذ عملية عسكرية جديدة داخل جنين، ما قد يعرّض المهرجان لخطر الإلغاء أو التوقف المفاجئ.

التجار وأصحاب المصالح الصغيرة الذين يعوّلون على المهرجان لزيادة مبيعاتهم وتحريك عجلة الاقتصاد المحلي، عبّروا عن خشيتهم من أن تؤدي أي عملية عسكرية إلى إفراغ الشوارع من الزوار وإجهاض الجهود المبذولة لإنجاح هذه الفعالية. فالمهرجان بالنسبة لهم ليس مجرد احتفال، بل شريان اقتصادي مؤقت يساعد على تعويض الخسائر التي تكبدها السوق خلال فترات التوتر السابقة.

من جهتهم، يرى السكان أن استمرار المهرجان بشكل آمن يمثل رسالة تحدٍ وصمود، تؤكد تمسّك أهالي جنين بالحياة الطبيعية رغم الظروف الصعبة.

ومع ذلك، فإن الحذر يظل سيد الموقف، حيث يتابع الجميع باهتمام تطورات الوضع الأمني خشية أن تنعكس سلباً على الفعالية التي طال انتظارها.

ويؤكد مراقبون محليون أن نجاح مهرجان العنب هذا العام لن يكون مرتبطاً فقط بجودة الإنتاج الزراعي أو حجم المشاركة الشعبية، بل أيضاً بمدى قدرة المدينة على الحفاظ على أجواء مستقرة طوال أيام المهرجان. فالحدث، الذي يجمع بين الطابع الزراعي والثقافي والاجتماعي، أصبح رمزاً لإرادة الحياة في وجه التحديات، لكنه في الوقت ذاته يبقى رهناً بالمعادلة الأمنية الهشة التي تعيشها جنين.