الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
بلادنا بين الدفاع الأفضل  والتدمير الأشمل

بواسطة azzaman

بلادنا بين الدفاع الأفضل  والتدمير الأشمل

عبد الستار رمضان

 

ربما لم تمر بلادنا والشرق الاوسط عموما(الدول العربية وايران وتركيا) بحالة من الصراع والاضطراب والعنف والضعف واختلاط الاوراق والمفاهيم، مثلما هي عليه الآن وخلال السنوات العشرين الماضية، الى الدرجة التي جعلت شعوبها في مواجهة مستمرة وصراعات حقيقية مع ذاتها ومع جيرانها ومع الاعداء، والتي تشهد ايضا مظاهر الغطرسة والعدوان للكيان الصهيوني وبعض القوى العالمية الصاعدة نحو مراكز التحكم والسيطرة في العالم، وحالة التنافس بين الدول والقوى العظمى على خيراتنا وبلادنا التي اصبحت مسرحا للمعارك وتصفية الحسابات.

وهذا ما يُهدد بنيان واساس الدول التي قامت في بلادنا والتي قطعت مراحل متقدمة في التنمية والتطور، لكن فقدان الحرية ووجود التناقضات والخلافات الكبيرة بين شعوبها وحكامها جعلها دولاً كارتونية ضعيفة امام التحديات الداخلية والخارجية، وهذا ما آلت اليه الامور والاوضاع في العديد من البلدان مثل العراق, سوريا، لبنان، اليمن، ليبيا، السودان ودول ومناطق اخرى مرشحة لكل انواع الصراعات، مالم يتدارك العقلاء والمخلصين من ابنائها بالبحث عن المشتركات التي تجمعنا بدلاً من اثارة الخلافات الدينية والمذهبية والقومية والطائفية والعشائرية والمناطقية والتي تجد لها قبولاً عند البعض ممن ينجرون اليها عالمين او جاهلين او مُرغمين.

بين الدفاع الافضل الذي نحتاجه شعوبا وحكومات من اجل الحفاظ على ما تبقى من صورة الدولة وشكل النظام السياسي، الذي يتشكل بالدستور ويفرض سلطة وسيادة القانون الذي مهما كان ضعيفا او متخلفا فهو افضل من حالة اللا قانون ونهاية الدولة، وشيوع حالة الفراغ الذي غالبا ما تملؤه القوى المتطرفة والميليشيات ايا كانت توجهاتها وتمويلاتها والتي تعمل لمصلحتها ومصلحة من يحميها فقط والتي لا تؤدي الا الى التدمير الاشمل.

احداث محزنة

لقد تزاحمت واسودت ايامنا وخاصة هذا الاسبوع بالكثير الكثير من الاحداث المحزنة والمؤلمة والمدمرة والتي تجعل (الحكيم حيران)، فهل ما يجري صدفة او مؤامرة او تخطيط مُسبق او قدر مقدور نسير اليه من دون ارادة او قدرة على الاختيار؟!. لكن من المهم الاشارة او التذكير بان الكثير من الاحداث والحروب التي حدثت والتي ستحدث  ما كانت لتحدث لو لم تجد الاسباب والارضية المساعدة الموجودة في هذه المنطقة، والتي ساهمت كل منها بدور او كلمة او فعل او امتناع عن موقف وفعل فكانت النتيجة والواقع الذي نعيشه الآن.

فالحرب بين العراق وايران وغزو الكويت وتدمير العراق واحتلال وتدمير الكثير من العواصم والدول العربية تحت شعار الربيع العربي ورياح الحرية والتغيير والتي هي مقاصد واهداف مشروعة ومطلوبة، لكن النتيجة والمآل التي صار اليها حالنا يتطلب منّا المراجعة والتفكير والتحليل في الكثير من الامور والاسباب التي اوصلتنا الى ما نحن فيه.

ويكفي مثلاً الاشارة الى فيلم (الدفاع الأفضل) الذي انتجته السينما الامريكية وعرض عام 1984 والذي تدور احداثه عن قيام الجيش العراقي بمهاجمة الكويت، نشرته مجلة العربي الكويتية في العدد 353 الصادر في إبريل 1988 عبر مقال للدكتور جاك شاهين بعنوان (العربي كما تراه هوليوود) والذي تناول الفيلم الذي  أنتجته هوليوود وشاهده كاتب المقال والذي يقول في نهايته:(إن أي شخص يعرف ولو قدرا ضئيلا من المعلومات عن الوطن العربي لا يمكن أن يظهر القوات العراقية وهي تصب حممها على الكويت، فالكويت والعراق قطران عربيان جاران».!!).

لكن أسوء ما حدث في بلادنا قد حدث من الغزو والحروب والانفال وتدمير المدن واغتيال المناضلين وتغييب الشرفاء واحتجاز المدنيين واختطافهم وفقدانهم الى الابد او زجهم بالسجون والمعتقلات بسبب او بدون سبب، وكل انواع الظلم والمظالم التي اذا لم نتوقف عندها فان الاسوء ما حدث سيكون هو الواقع والحدث!.

 

 

 

 


مشاهدات 109
الكاتب عبد الستار رمضان
أضيف 2024/08/03 - 2:06 PM
آخر تحديث 2024/08/07 - 6:12 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 130 الشهر 2560 الكلي 9978104
الوقت الآن
الأربعاء 2024/8/7 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير