لا أعلم من هو صاحب فكرة بناء الأبراج السكنية الشاهقة الارتفاع في بغداد، في مناطق فقيرة أو نائية عن المركز.
لقد ألف العراقيون السكن في منازل صغيرة ذات طابق أو طابقين، وفي الخمسين عاماً الأخيرة عرفوا الأحياء ذات المباني النظامية المتشابهة ذات الطوابق الثلاثة التي تطل على ساحات كبيرة.
أظن أن بناء الأبراج في بلد تتذبذب فيه الكهرباء، وتتجدد المشاكل الأمنية، وبأسعار باهظة خطأ استراتيجي يجب التراجع عنه.
أكثر من 7 طوابق – كما في الصالحية – أمر لا موجب له في بغداد.
خطأ كبير أن توقف الحكومة العراقية استيراد السيارات القديمة، فالدول غير الصناعية يجب أن تشتري المواد الزهيدة شبه التالفة، موفرة بذلك مئات الآلاف من فرص العمل للشباب.
لا يغرنكم وجود النفط فهو مهما كثر لا يستطيع أن يجعل من البلاد، دولة متقدمة.
اشتريت سيارتي البيجو 404 منذ سنوات بسعر 500 دولار . صحيح أنها موديل 1970 وتحتاج إلى سمكرة وصبغ وإطارات وزجاج ومحرك جديد .. لكنها تسير على الشارع مثل الغزال. المظاهر غير مهمة.٠
الزحام الشديد في شوارع العاصمة بغداد لم يعد يحتمل، وهو في ازدياد مضطرد كل عام. والحل الوحيد هو قطار الشوارع، الذي يصل بين المراكز الرئيسية على الأقل.
لا يحتاج الأمر إلا إلى (مترين) فقط يستقطعان من الشارع ومن الرصيف. مع محطات صغيرة هنا وهناك. ولن يؤدي هذا الأمر إلى اختناق الطرق لأن عدد السيارات التي تستخدمها بعد تشغيل القطارات سيتضاءل إلى النصف.
كل الشوارع الجديدة يجب أن تأخذ هذا في الحسبان، وأن تترك مسار السكة الحديد فارغاً لحين العمل بهذا النظام.
علينا أن ننتقل الآن إلى العمل الجدي من أجل حياة راقية وهانئة ومتحضرة، وبدون ذلك سنظل نهباً للفوضى والعبث واللانظام إلى ما لا نهاية.
لا يبني العراق سوى العمالة الآسيوية الرخيصة. لا تحاربوها ولا تقفوا في طريقها، فهي ليست منافساً للعمالة المحلية، بل هي وسيلتها للثراء والرفاهية. لقد ابتلي العراقيون مثلهم مثل الخليجيين بلعنة النفط أو “المرض الهولندي”، فارتفع لديهم سعر العملة وزادت تكاليف الحياة ولم يعد يناسبهم سوى أن يكونوا موظفي دولة أو رجال أعمال.
لا تكابروا ولا تأخذكم الوطنية الزائفة. الزمن يمضي وعجلة الحياة تدور، وعليكم أن تجعلوا من العشرين القادمة سنوات رخاء وتقدم وعمران. ابدأوا مرحلة البناء منذ هذه اللحظة، وأسدلوا الستار على مرحلة الفوضى والعبث والتعصب والانغلاق.