توجه حكومي لإنشاء مراكز تأهيل للمدمنين

تاجر مخدّرات يبيع مأوى أطفاله بسبب التعاطي

بغداد - ابتهال العربي  

لم يخفق تجّار المخدرات في إيجاد مسالك لبيع وتوزيع المواد السامة بين الشباب في مختلف المناطق العراقية، لاسيما المناطق الفقيرة والمحرومة تعليمياً واقتصادياً واجتماعياً.

واخذت ظاهرة التعاطي تنتشر بين فئة الشباب من كلا الجنسين، بحسب المسؤولين الأمنيين والناشطين في مجال علاج المدمنين. ويؤكد خبراء اجتماع ان (تفاقم انتشار المخدرات يحدث بسبب قلة الوعي، وفقدان الاهتمام والرعاية من قبل الاسرة، وغياب الحلول الحكومية التي تعالج الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، فضلاً عن وجود شبكات داخلية تسهل لدخول السم الأبيض وانتشاره بين الشباب).

تشديد عقوبة

ودعا قانونيون الى (تشديد العقوبة على المتاجرين بالمخدرات، وتطوير أنظمة الرقابة للكشف المبكر عن المواد المخدرة، وكبح نشاط العصابات الداخلية والجهات المتنفذة والمستفيدة من تجارة المخدرات، ومنعهم من التسبب بموت او ضياع الاف الشباب). وقال احد تجّار المخدرات، في شريط فيديو تلقته (الزمان) من مكتب مكافحة المخدرات، امس ان (ادمان المواد المخدره دفع به الى الضياع)، مبيناً ان (المخدرات كانت سبباً في بيعه منزله، وهو المأوى الوحيد له ولأطفاله)، واوضح انه (بسبب الإدمان اتخذ قراراً خاطئاً، ودفع ثمنه عشرون سنة)، وأضاف (صرفت 50 الف دولار من المبلغ، ولم استطع استعادة منزلي رغم اتاحة الفرصة لي بإسترجاعه)، مشيراً الى (تأثير أصدقاء السوء عليه في تلك الفترة، والذين عرضوا عليه تجارة المخدرات لتأمين المبلغ المطلوب)، واكد ان (جهود وزارة الداخلية واضحة في هذا الملف، بموجب وصولها اليه، ولتجار اعلى منصباً منه في الترويج والتوزيع، لمنع وصول هذه المواد السامة الى ايدي اطفاله)، بحسب تعبيره. من جانبه، ذكر احد طالب هندسة طبية في كندا، واحد متعاطي المخدرات، ان (انجراره الى هذه الافة حدث بسبب احد الأصدقاء الذي اقنعه بتعاطي مادة الحشيشة)، لافتاً الى (تعاطي الحشيشة لعامين متكاملين)، وتابع انه (تعرض لحادث في تموز 2013، ليتحول بعدها الى كابوس اكبر وهو تناول مادتي الفطر المسموم، والكوكايين)، منوهاً الى ان (هدفه حالياً هو انهاء مدة العلاج واكمال مسيرته العلمية وتحقيق طموحه). واقامت منظمة الجوهرة للتعليم والخدمات العامة، بالتعاون مع الجمعية العراقية للدراسات التربوية والنفسية، مؤتمرها الثاني، الاول من تموز المقبل، بمشاركة نخبة من الاكاديميين، وممثلي المديرية العامة لمكافحة المخدرات. وذكر بيان امس ان (الهدف من المؤتمر هو بث الوعي ونشر ثقافة الوقاية التربوية والنفسية، للحد من مخاطر المخدرات، والعمل على وضع خطط وبرامج متخصصة لتقديم استراتيجية تعمل على توحيد الجهود، وتعزيز دور الخطاب الديني والإعلامي، واهمية التحصين الفكري والأخلاقي، للوقاية من تعاطي المواد السامة، فضلاَ عن دعم القانون والتشريعات في مكافحة المخدرات)، وأضاف ان (المؤتمر ينطلق بإشراف رئيس الجمعية، حيدر كريم الجزائري، ورئيسة منظمة الجوهرة، ميسون حامد طاهر، واستضافة رئيس الجمعية النفسية العراقية، قاسم حسين صالح، للحديث حول هذا الملف). بدورها تتجه الحكومة الى انشاء مصحات لمعالجة وتأهيل الشباب المدمنين، في مختلف المحافظات، بعد انتشار هذه الظاهرة. وقال النائب المستقل أمير المعموري، في تصريح امس ان (قانون مكافحة المخدرات تضمن الكثير من التعديلات على  قانون رقم 50 لعام 2017، وهناك تطوراً في القانون، لاسيما بعد تشكيل اللجنة النيابية المختصة بالقانون)، مشيراً الى (بناء الكثير من المصحات في عموم العراق، لمنع انتشار الإدمان)، وأوضح المعموري ان (المادة 40 من القانون الجديد تتعلق بالمتعاطين في حال سلم المتعاطي نفسه الى دائرة الصحة لغرض العلاج)، مبيناً ان (المتعاطي يمنح وثيقة لا يتعرض حاملها للمساءلة القانونية ويتلقى خلال تلك الفترة العلاج للتعافي من آثار المخدرات).

اطلاق سراح

وبشأن إطلاق سراح المتعاطي بعد التأهيل، ذكر ان (هذا الأمر يتعلق بالقضاء بالتنسيق مع الداخلية، عبر المتابعة المستمرة للمتعاطي)، لافتاً الى ان (الجنة خرجت بعدة توصيات لمساعدة المتعافين من التعاطي، بينها منح فرص عمل وتسهيلات مقدمة من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بمنح قروض من 20 الى 50 مليون دينار، من دون أرباح لدمج المتعاطي في المجتمع). من جانب اخر، تستمر الحملات الأمنية لمجابهة ملف المخدرات. واعتقل جهاز مكافحة الإرهاب، ثلاثة تجار مخدرات في البصرة وذي قار. وقال بيان للجهاز امس ان (قوة امنية نفذت عملية نوعية أسفرت عن إلقاء القبض على تاجري مخدرات في مركز محافظة البصرة، كما نفذ الجهاز عملية أخرى في محافظة ذي قار، أدت الى القبض على تاجر مخدرات).