يوم المصايف العالمي.. زيارة زيوي ومنتجع سد دوكان ومصيف سماقلي

حمدي العطار

عندما أردنا تطبيق برنامج فريق لاماسو لزيارة المصايف كنا نعتقد أن مرحلة الصعوبة قد انتهت وجاء وقت الراحة والاستجمام ولكن اختيار مهندس ومخطط الرحلة كان له رأي اخر فهو قد اختار المصايف التي لم يصلها اي كروب سياحي لأنها بعيدة والطريق إليها وعر وتستغرق المزيد من الوقت لأن السيارة ستكون في صعود مستمر فلا يصح تشغيل التبريد !قلت له استاذنا تعبنا قال المتعة بعد التعب لها نكهة خاصة،

• درة كردستان

انطلقنا  باتجاه اصعب وأعلى جبال كردستان وهو “ جبل بيرة مكرونه” وهو أحد الجبال المشهورة في السليمانية ويقع في ناحية بيرة مكرون التي سميت تخليدا لذكرى أمام امير مكرون وهو قد عاش ومات في هذه المنطقة رجل دين صوفي وسميت القرية على اسمه وتوجد مقبرة في مصيف ( زيوي) تحتوي على قبره وايضا قبر الضابط والسياسي الكردي ( توفيق وهبي) وهو باحث وعالم في اللغة الكردية وضابط كبير ووزير في العهد الملكي.المعلومات تشير إلى صعوبة تسلق جبل بيرة مكرون المليء بالكهوف وتستغرق عملية الوصول إلى قمته 3 ساعات وقد مات أحد المصورين لقناة  nrt وهو يصور برنامج عن جبل بيرة مكرون فسقط من أعلي الجبل ومات، كما أن الكهوف الموجودة في الجبل أبوابها ضيقة وفيها اثار للحيوانات ويتوقف الهاتف عند الدخول إليها ولا توجد شبكة ومظلمة،كما أن المعلومات تشير الى اكتشاف موقع اثري مهم يقع فوق قمم جبال بيرة مكرون إذ عثر أحد الرعاة على منحوته تعود إلى الف عام قبل الميلاد مما فتح الباب أمام اكتشافات مهمة. فريق لاماسو استطاع الوصول إلى مصيف زيوي الجميل وهو مصيف عامودي صعودا حتى الوصول إلى المقبرة المهمة التي تضم قبر أمام امير مكرون والقائد والوزير العسكري توفيق وهبي ، وكتب على قبر توفيق وهبي بأنه كان ضابطا في الجيش العثماني حتى وصل إلى رتبة عقيد وبعد سقوط الدولة العثمانية وتأسيس المملكة العراقية عام 1921 عمل 8أعوام في الجيش العراقي الجديد وكان له مناصب وزارية كما كان له دورا فعال في تصميم الأبجدية الكردية الجديدة التي تكتب بالحروف العربية المعدلة كما شارك في مجال البحوث المتعلقة باليزيديين ودينهم وتزوج من الباحثة العراقية والناشطة في حقوق المرأة اسيا توفيق وهبي . توفي عام 1984 في لندن ونقل جثمانه إلى مسقط رأسه ودفن في مصيف زيوي، تم قضاء وقتا ممتعا مع مرتفعات هذا المصيف والتقاط أجميل الصور ومشاركة العوائل  الكردية في دبكات راقصة.

منتجع في سد ودكان

تم الانتقال في فترة الظهيرة إلى منتج يقع في نهاية الطريق لمنطقة سد دوكان وهي منتجعات مسيجة وفيها مسابح وتطل على مجرى النهر السريع تم قضاء اجمل الاوقات في العاب الماء وركوب الزورق والسباحة في المسبح وقد شجعني على النزول إلى المسبح الشاب المثابر والمبدع ( مصطفى) ابن الخبير الجيولوجي  ورئيس فريق لاماسو ( مثنى) ويعجبني في هذا الشاب الذي لا تعيقه فقدانه للبصر إلا إصرارا على الاستمرار في ممارسة حياته الطبيعية وهو يثبت نظرية ( الاذن أسبق من العين إلى الإدراك وترجمة المعنى الحسي) فالاذن تسمع أرادت أو لم ترد، وتستغرق السمع، تتحسس أسرار الناس إن لم يتح لها الاستماع المريح وسابقا قال الشاعر الاعمى بشار بن برد ( الأذن تعشق قبل العين احيانا) وسيكون لنا معه لقاء لاحقا، اكبر متعة وتسلية كانت في هذا المنتجع وصورنا مع النهر والقوارب وماعون الركي تدل على هذه السعادة.

مصيف بحيرة سماقلي

بعد الانتهاء من المنتجع الخاص لسد دوكان كان علينا تناول وجبة الغدا في أحد المطاعم المشهورة قرب الجسر الحديدي في دوكان وكانت النية تتجه لتناول وجبة سمك ولكن لفريق لاماسو. راي آخر يخطط لزيارة مصيف ثالث بنفس اليوم وهذا كثير لكنه يبدو أنه “ يوم المصايف العالمي” مما اضطرنا إلى تناول وجبة مشويات والانطلاق إلى مصيف أو منتجع ( بحيرة سماقلي) وتعني بحيرة السماك وهنا أشجار السماك منتشرة بشكل واسع، هذه البحيرة اصطناعية وتقع في مكان تتجمع فيها الشاحنات وعمل المنتجع من أجل سائقي الشاحنات كان الطريق طويل وحرارة الجو خانقة وتوجد طرق غير مبلطة وترابية المهم لم نصل ونرجع من هذا المصيف الا ونحن نعاني من التعب الشديد جدا!

• كانت هناك ممارسة لبعض اعضاء فريق لاماسو للقيام بالقفز المظلي في وقت الفجر مع شروق الشمس وقد مارس الشاب مصطفى القفز كما مارس السباحة ببراعة! بعدها كانت لنا زيارة إلى كهف ( جاسنة ) الذي يقع على بعد 50 كم شرق مدينة السليمانية. على طريق إيمانية دوكان الرئيسي ضمن منطقة سورداش خلف قرية “ كاني “ وتسير المعلومات عند هجوم طائرات سلاح الجو البريطاني عام 2923

لاذ الشيخ محمود الحفيد بكهف جاسنه وأسس فيه مطبعة وأصدر جريدته الاولى لحكومته.

قدثم تم توجه إلى أحد منتجعات سد دوكان حتى حان وقت الظهيرة و التوجه لتناول وجبة غدا في مطعم يقدم لحم الغزال !

• أما مساء ففي تقليد جميل اجتمعنا في صالة الموتيل لتقديم هدايا للذين يشاركون لأول مرة معنا في هذه الرحلة ، كما تم الاحتفال بعيد ميلاد الاخت نسرين إحدى الناشطات في فريق لاماسو ومن المؤسسين المؤثرين في خلق أجواء مرحة ومتعة السفرة ، والرحلة ما تحلى  الا بوجودها  مع الهلال والتعليقات،

كما تم الاحتفال بكل عضو في فريق لاماسو كانت ولادته في شهر تموز وسط إطفاء الشموع وقطع وتوزيع الكيك الخاص بنسرين والاخرين.

انتهى هذا اليوم في زيارة متنزه ازادي السياحي وركوب القطار والتمتع بأجواء جميلة  رحلة متعبة لكنها ممتعة.