توجيهات حكومية بتسريع إنجاز مشروع النهروان

لجنة نيابية ترجّح إستمرار شح المياه بسبب إرتفاع الحرارة وتراجع المناسيب

بغداد - ابتهال العربي

استبعدت لجنة المياه والاهوار النيابية، وجود حلول قريبة لمعالجة مشكلة تبخر المياه، بالتزامن مع استمرار مخاطر أزمة تراجع المناسيب. وقال عضو اللجنة، ثائر مخيف، في تصريح امس ان (الارتفاع الكبير في درجات الحرارة خلال الاعوام القليلة الماضية، والتغيرات المناخية الحاصلة، أدت الى تقليل الخزين المائي، وساهمت بتبخر كميات كبيرة من المياه، لم يسيق لها مثيل، وفقاً لتصريحات سابقة لوزير الموارد).

خطورة الموقف

مبيناً انه (كانت درجات الحرارة اقل مستوى من المعدل الحالي، الا انها تسببت بفقدان كميات تقدر بـ 80 مليار متر مكعب بين الاهوار واحواض الأنهار، وكذلك داخل السدود، الامر الذي يؤشر على خطورة الموقف)، وأوضح مخيف ان (الحلول الواقعية لمعالجة هذه الأزمة لاسيما في مناطق الاهوار، تكمن في وجود نسبة اغمار عالية)، لافتاً الى ان (عملية التبخر تزداد بإرتفاع مناسيب المياه، وهذه العملية ايضاً ترتبط بالايرادات المائية من الدول المتشاطئة)، واكد مخيف ان (ملف الحصص المائية بين العراق ودول الجوار، لايزال في طور عدم الاتفاق)، وأضاف ان (عملية  التقليل من تبخر المياه، تتطلب استخدام المشاريع المغلقة، وهذا يحتاج إلى كلف مالية وبنى تحتية كبيرة)، مردفاً بالقول ان (انشاء السدود وعملية النواظم بين المحافظات، لها إثر في تقليل التبخر للمياه، الا ان حجم الضائعات المائية تشكل نسب كبيرة جراء عمليات الري المفتوح، وكذلك ارتفاع درجات الحرارة). ناقش وزير الموارد المائية،عون ذياب، خلال ترؤسه الوفد الوطني المشارك بالاجتماع الثاني للجنة  الدائمية المشتركة بين العراق وتركيا، والمقامة في بغداد لتطوير التعاون بين البلدين بشأن ملف المياه، بمشاركة وكيل وزير الخارجية التركي، بيريس أكنجي. وتطرق الاجتماع تابعته (الزمان) امس، الى (التباحث في قضايا ضمن الاتفاقية الأطارية التي وقعت بين البلدين، وأسست لفتح علاقة جديدة مع الجانب التركي ، وأعطت افق واضحة لطبيعة هذه العلاقة وفسح المجال للشركات التركية في تشغيل تقانات حديثة لتنفيذ العديد من مشاريع البنى التحتية الأروائية، وتنقية مياه الصرف الصحي والشرب والأغراض الزراعية)، بحسب الوزارة، منوهاً الى ان (السعي بخطوات عملية للنهوض بقطاع الموارد المائية في اطار البرنامج الحكومي للتحول بشكل كامل من الري التقليدي الى الحديث، واستخدام تقنات تحلية مياه المبازل وإستدامة الموارد المائية، وإنشاء سدود حصاد المياه في عموم المحافظات)، وشدد ذياب على (ضرورة التعاون المباشر مع الجانب التركي في تنفيذ المشاريع الاروائية التي تنعكس بشكل ايجابي على قطاع المياه، وتطوير طرق استخدامها بالشكل الأمثل، واحداث نقلة نوعية في مجال إدارة الموارد ومعالجة وشح المياه)، وأشار الاجتماع الى (الموقف المائي والتحديات التي تواجه نهري دجلة والفرات في ضوء ارتفاع درجات الحرارة وزيادة نسبة التبخر، وقلة الواردات المائية والحاجة للخطوات الجادة والعملية ودعم الجانب التركي للعراق، لتجاوز الأزمة بالحصول على حصة كافية من مياه نهري دجلة والفرات). على صعيد متصل، عالجت الوزارة، اكثر من 24 الف تجاوزاً على الحصص المائية في بغداد وعموم محافظات، بالتنسيق مع قيادة العمليات المشتركة. وذكر البيان ان (حملة إزالة التجاوزات تضمنت ردم بحيرات الأسماك السطحية، ودفن 8436 بئراً جوفياً متجاوزاً، ورفع 4409 مضخات زراعية غير مرخصة، ومنصوبة على المشاريع الإروائية، فضلاً عن غلق 7716 منفذاً مخالفاً أنشئ على القنوات الإروائية)، وأوضح ان (أعمال إزالة السايفونات بلغت 1816 وغطاسات مائية بمقدار 1420 ، الى جانب رفع 574  من التجاوزات الأخرى المختلفة)، مشيراً الى (استمرار أعمال رفع الأنقاض عن ضفاف نهر دجلة في منطقة ألبوعيثة، بهدف الحفاظ على مقطع النهر داخل بغداد، وإمرار الموجات الفيضانية بسهولة في حال ورودها).

حصص مائية

وأضاف ان (هكذا حملات تعالج شح المياه وتأمين الحصص المائية الى  محطات الإسالة، والأراضي الزراعية في كل المحافظات). واطّلع وزير الموارد، خلال جولة ميدانية، على محطة ضخ بي أس ون، ضمن مشروع ماء البصرة في ذي قار، لتأمين ايصال المياه الى المحافظة. وبحسب البيان فإن (الوزير تفقد عمل المحطة الواقعة بقضاء سوق الشيوخ، لضمان وصول المياه العذبة)، واكد ذياب خلال الجولة (اهمية استمرار اعمال الإدامة والتأهيل بشكل دوري، من اجل تأمين ايصال المياه الخام الى محافظتي ذي قار والبصرة بكمية ونوعية جيدتين)، داعياً الى (تأهيل مبنى المحطة لإظهارها بشكل لائق، واستدامة اعمال الصيانة بما يخدم توفير المياه). الى ذلك، يحظى قطاع الماء، لاسيما مياه الشرب، بإهتمام حكومي، بحسب مدير عام المديرية العامة للماء، عمار عادل المالكي. والذي اطلع على مشروع ماء النهروان في بغداد، زيارة ميدانية، لتفقد سير الأعمال في الموقع. واوضح في تصريح تابعته (الزمان) امس ان (استدامة مياه الشرب من أولويات المديرية)، مشدداً على (ضرورة إنجاز المشروع بكفاءة عالية تتناسب مع الطلب المتزايد على المياه)، وأضاف المالكي ان (مستوى الاهتمام الحكومي الذي يحظى به قطاع المياه كبير جداً)، موجهاً خلال اجتماعه بإدارة الشركة المنفذة ودائرة المهندس المقيم، (بحل كل المعوقات المعيقة سير العمل، كما طالب الفرق التشغيلية بإنجاز المشروع ضمن التوقيتات المحددة لتلبية الحاجة لمياه الشرب)، يذكر ان (مشروع ماء النهروان يخدم أكثر من 300 ألف نسمة من سكان النهروان والكرغولية، و9 نيسان، بطاقة إنتاجية 4 الاف متر مكعب في الساعة).