الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
مسلمو ميانمار من التقتيل إلى الترحيل

بواسطة azzaman

مسلمو ميانمار من التقتيل إلى الترحيل

خليل ابراهيم العبيدي

 

تقع جمهورية اتحاد ميانمار ( بورما سابقا) في منطقة جنوب شرق آسيا ، تحدها الصين من الشمال الشرقي ، ومن الغرب خليج البنگال ومن الجنوب الشرقي كل من تايلند ولاوس ، ومن الجنوب الغربي الهند وبنكلادش ، عاصمة الدولة تايبييدو ، يقطنها حوالي 54 مليون نسمة ، وان عدد المسلمين فيها يبلغ أكثر من 1،250 مليون نسمة . وان الديانة البوذية هي الديانة الرسمية ، وقد نالت بورما استقلالها عن بريطانيا عام 1948 ، على أن تقوم هذه الدولة بعد عشر سنوات بمنح الأقليات العرقية استقلالها التام ، غير أن الدولة الوليدة تنكرت لكل التزاماتها إزاء الحكومة البريطانية ، وتسمى الدولة بميانمار من قبل العسكريين والأهالي غير المسيسين وتسمى بهذا الاسم ايضا في الدوائر الحكومية والمدارس ، أما المعارضة والأحزاب الديمقراطية والموالين للثقافة الغربية ، فإنهم يطلقون عليها بورما الاسم الإنكليزي للبلاد قبل الاستقلال .

الديانة الرسمية للبلاد

يدين أغلب السكان في ميانمار بالديانة البوذية ، نسبة إلى بوذا المبشر بسمو الاخلاق وان 90 بالمئة من السكان هم من البوذيين المؤمنين بمذهب التيرافادا (teravada) وهم الاكثر تدينا وهم الأكثر في عدد الرهبان المؤمنين بالآكثار من الإنفاق المالي على الدين . والبوذية تؤمن بالروحانية السلفية إلى مؤسسها بوذا ، وأنها أهل لتعميم وسائل السلم بالاتصال بالاله .  وللبوذية تطلعات روحية تشمل الممارسات التعبدية

الشائعة لتلقي البركة وإقامة طقوس الصلاة والسجود ، وتقديم القرابين ، وترتيله النصوص التقليدية والقيام بمراسم الحج .

المسلمون في ميانمار

الاسلام في ميانمار من الأقليات الدينية وتقل نسبتهم عن ال 3 بالمئة من السكان ،  وكما يروي المؤرخون أن عام 675 بعد الميلاد ، كان عام وصول اول مسلم إلى ميانمار ، ويشار إلى أن المسلمين وصلوا إلى نهر ايراوادي في منطقة اراكان عام 1055 ميلادية ، وان من فتح البلاد كانوا من المسلمين العرب والفرس ،  الاساس التاريخي لقمع المسلمين في ميانمار .لم يقبل المجتمع في ميانمار وجود أقلية مسلمة أو هندية ( هندوسية) في بلادهم ، وقد استغل الملوك والحكام على مدى تاريخ هذه الدولة ذاك الميل للتنكيل بالمسلمين أو تسخيرهم إلى جانب الهندوس في أعمال لا تليق بالبشر ، أن اضطهاد مسلمي ميانمار أو المجازر التي نصبت لاهل اراكان الإسلامية الذين يطلق عليه الروهينكا ، وهم من أصول هندية وجذورهم من منطقة بنكلادش ، التي كانت تسمى باكستان الشرقية ، أو أن القسم الآخر جاء من مناطق يونان الصينية منذ مئات السنين  ، أو من أصول عربية أو فارسية ، جاءوا مع الفتوحات الإسلامية للشرق الأسوي ، أن أول عملية اضطهاد منظمة كانت بداية عام 1550__1589م لأسباب دينية في عهد الملك باينتو وانع ، حيث قام بحظر الذبح الحلال للدجاج وللمواشي والاغنام ، وصار يجبر المسلمين على الاستماع للمواعض والخطب البوذية . وقد أخذت مشاعر الاضطهاد تزداد إبان الاحتلال البريطاني لبورما ، لكل من المسلمين والهنود ، ولم يسكن أوارها حتى التاريخ الحديث ، فبعد الاستقلال عن الاستعمار البريطاني عام 1948 ، جاء في عام 1963 إلى حكم ميانمار ني وين ، وهو ممن كان يكره المسلمين والهنود واستمر التضييق في عهده والاضطهاد ، وقد ازداد ذلكم الاضطهاد مؤخرا للمسلمين للأسباب التالية .

تدخل الجيش

اولا ....قيام حركة طالبان الأفغانية بتحطيم تمثال بوذا في باميان في أفغانستان .

ثانيا....قيام المسلمون في الهند بالتطاول على معتقدات البوذيين في المساجد في الهند والكثير من الدول الإسلامية .

ثالثا...الانقلاب العسكري في ميانمار واستلام العسكر السلطة في البلاد

رابعا....تدخل الجيش بعد الانقلاب في القمع المبرمج للمسلمين ، وقيامهم بعمليات التصفية الجسدية وارتكاب اعمال الاغتصاب وقتل الاطفال .

خامسا ....جرت محاولات ناجحة لتهجير الروهينكا من أماكن سكناهم إلى مناطق أخرى والطلب إليهم الهجرة إلى بنكلادش. قد أخذ المسلمون الروهنكا في ولاية راخين بمبدأ الدفاع عن النفس ضد الجيش الذي أجبر بدوره كما قالت الأمم المتحدة أكثر من 45 ألف مسلم على الهجرة من العمليات العسكرية ، وفي أغسطس عام 2018 قدرت دراسة أن أكثر من 24000 شخص من الروهينكا قد تم تصفيتهم على يد الجيش البورمي منذ أغسطس عام 2017. وبرغم تحذير الأمم المتحدة الجيش البورمي ، إلا أنها خذلتهم كما تقول ال بي. .بي. سي ، لأنها لم تكن حازمة بوضع حد لأفعال الجيش المخالفة لحقوق الإنسان .سييما التمثيل بالبشر وقطع الرؤوس على الأشهاد .

وقد اتهمت منظمات حقوق الإنسان الشركات بتأجيج الصراع بين الجيش والمعارضة ، وان مجلس الأمن كما هو اليوم في (الحرب في غزة ) أخفق في حينه بوقف العدوان على الأقلية المسلمة التي لا زالت كالشعب الفلسطيني تعاني من وطأة الاحتلال والظلم لمناطقها التي قالت بريطانيا أنها لابد لها من الاستقلال بعد عشرة سنوات من استقلال بورما عام 1948 وهي اليوم مهددة بالترحيل بعد كل ذاك التنكيل.

 

 


مشاهدات 29
الكاتب خليل ابراهيم العبيدي
أضيف 2024/07/03 - 5:31 PM
آخر تحديث 2024/07/04 - 3:38 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 68 الشهر 1371 الكلي 9363443
الوقت الآن
الخميس 2024/7/4 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير