إيران ..غداً قاليباف و (لاحاجة لنا بالطبيب)

عباس الجبوري

1-إختفت لافتات العزاء السوداء من شوارع ايران بعد أكثر من أربعين يوماً على رحيل رئيس جمهوريتها (المحبوب) ابراهيم رئيسي بحادث مروّع ..بكت ايران بغزارة..ورثت بألم..وتحسرت على (رئيس)بنكهة مرشد ..موسوعي …سافرت معه أحلامها المعتادة و الاستثنائية..بلوعة

2-مدينة مشهد الباردة في ليلها ..والمعتدلة في نهارها ..والمزدحمة في أسواقها ..المحتشدة بزوارها على مرمر بارد في مرقد ومزار كبير يتسع لملايين الزوار والسياح من بلاد الشوق الواسعة ..لتذبح أشواقها قرابين وضحايا عيد على أعتاب (باب الرضا) الفارهة من التفاؤل والترحيب ..

3-(أبناء مشهد) يتنافسون في طهران بينهم …على رئاسة (كل ايران) ..هكذا يقول الناس هنا في مشهد..في إشارة الى المرشحين المحافظين (قاليباف)و(جليلي) المولدين في مدينة مشهد..مدينة السلطان..وربما هذه الكلمة(السلطان) دغدغت مشاعر أبناء مشهد كثيراً وأغرتهم بالتمدد على (كل) البلاد في شوق صوفي ناعم..

4-قاليباف..مواليد (طرقبة)  أجمل مناطق مشهد ..وأطيبهاهواءً ..وأعذبها ماءً…وأشهاها شهداً وعسلاً من سفوح جبالها الغارقة في الخضرة …منحت لابنائها استرخاءً حد الخدر من الاستقرار…والتفاعل مع وجوه سياّحها بتكرار  وديع.. قدمت قرطبة مرشحها (الساحر) بأصابع تجيد الحياكة (مهارة) حد الابداع ..وبوجه صبيحٍ منتعش برذاذ شلالاتها العديدة.. حاملاً شهادة الدكتوراه في الجغرافيا السياسية ..قدمته من (المشهد الرضوي) ليحكم ايران كلها..وهي مطمئنة لذلك..

طرف صناعي

5-جليلي..أو (الشهيد الحي) كما يلقبوه أهل مشهد ..سبق ان بترت ساقه في الحرب العراقية الايرانية وهو يمشي بطرف صناعي الان.. من نفس مدينة الرئيس السابق رئيسي.. يتكلم الفرنسية بطلاقة..تزيد من انتباه الاخرين اليه.. وصفه وليم بيرنز مدير CIA  حاليا وكان احد المشاركين في المفاوضات النووية بأنه(غامض حد الذهول).. وكتب احد الاعلاميين الغربيين انذاك جليلي(انه يعبر عن آرائه بثقة وثبات)  ووصفه آخر بانه(تخصص مونولوج) أي خبير بنظرية التسريح بالقنافذ..قدمته مشهد لرئاسة ايران ..وفاءً لسيقانها..(سيقان ايران) في ملاعب الحياة..

6-مسعود بزشكيان..جراح القلب المشهور..المولود في اذربيجان ..ويتكلم اللغة التركية .. تبناه الاصلاحيون مرشحاً لهم في هذه المنافسة ..وهو المرشح الاصلاحي الوحيد وهنا تكمن خطورته أمام ثلاثة مرشحين من المحافظين .. طبيب ماهر ينحدر من أسرة متدينة…قدمته اذربيجان لينافس (سلاطين) مشهد باندفاع الأذكياء ..ونرجسية طبيب.

7-مجموعة من الملفات تنتظر الرئيس المنتخب في أروقة الخارجية والاقتصاد و النفوذ في محاوره الممتدة والمشتعلة ..

وسيكون في مقدمتها الملف النووي والحصار على البلاد ..وهناك الظروف الاقتصادية وملف العملة المنهكة من الهرولة في الاسواق ..وبعدها ملف المجال الحيوي والنفوذ الاستراتيجي من فلسطين الى اليمن مروراً ببلاد الشام والحرب على الارهاب والتطرف .. والحرب السيبرانية عن بعد وعن قرب بدون لمس ولا مسيرات..فقط ب (الهدهد) الذي أذهل سليمان بخبره وصدقه..

8-صحيح سيكون التيار المحافظ أمام (انقسام) جمهوره بين قاليباف وجليلي..مما يغري الاصلاحيين بالفوز  ل(توحد جمهورهم)..ذلك مانراه في نهار اليوم الساطع.. أما الليل فسيكون له حديث آخر  بعد ان يجرد الايرانيون (رزقهم) ويحسبون أرباحهم وأسعار الصرف ..والعرض والطلب .. وبعدها سينزل (التبليغ) لمن يهمهم أمر البلاد والعباد ..فتتزحزح الارقام  الى صندوق واحد  كتب عليه الاية المباركة (وما تسقط من ورقةٍ الا بعلمه..)

9-اميركا تنتظر نتائج الغد الايرانية بعين واحدة..وعينها الثانية على انتخاباتها القادمة.. فهل سيعود (الهدوء)للعلاقة بين ايران واميركا بعد ان يفوز بايدن وقاليباف(البارد والحار)في لغة أهل الكهرباء كما عادت ايام اوباما…أم سيكون العالم امام مشهد ترامب-قاليباف)أي (الحار-الحار) ..رغم ان الايرانيين يرون امكانية التعامل مع ترامب (المباشر) أسهل ويمكن ان تحقق وتائر أسرع ..هذا كلام العمق .. الذي (يدوّخ) الرؤوس…

10-بعد غد ستسدل ايران الستارة بعد فرز الاصوات..لترفع في الاسبوع القادم الرايات السوداء في موسم الحزن الكربلائي  الذي تنتظره بسيول من الدموع وهي تمرعلى مشاهد الالم في كل العصور في تتبعٍ وجداني ٍ تلحّنه على قيثارة أمواج نهر العلقمي بلا كفين ..وبمقامٍ يقطّع الانفاس من النحيب..

 نائب علاقات خارجية