سفيرة جديدة ام تصّعيد جديد؟
خالد الدبوني
فاجأت سفيرة امريكا الجديدة الاطراف العراقية بتصريحات مثيرة للجدل والسفير او الأصح (المرشحة لحد الان كسفير لامريكا في بغداد ) يبدو انها قادمة بسياسة تصعّيدية لانه وبعد ردود أفعال الأطراف الاطارية إتجاه تلك التصريحات أعلنت الإدارة الأميركية عن إدراج فصيل حشدي اخر في قائمة الارهاب ! ويعدّ لواء 19 والمسمى فصيل انصار الله الاوفياء (وهو المنشق عن التيار الصدري ) أحد أهم الاذرع لـ»فيلق القدس» التابع لـ»الحرس الثوري الإسلامي الإيراني»، وهو يحرس الحدود السورية منذ فترة طويلة .ربما البعض يعتقد بأن القرار مجرد حبر على ورق ولا تبعات بعده على الارض العراقية على الاقل وربما هذا التحليل صحيح عطفا على تبعات تصنيف الفصائل الثلاث السابقة وكذلك عقوبات الخزانة الأمريكية والتي لم يتغير شيء على المشمولين بها سياسيا وامنيا . ولكن و من زاوية أخرى نرى ان الحبل يضيق تدريجيا على المصنفين بالارهاب (فصائل و شخصيات ) مع ازدياد الاستهداف العسكري في العراق و سوريا ليس العسكري فقط بل وتجفيف الموارد الاقتصادية من خلال اجراءات بدأت منذ 2019 تقريبا حين صدرت عقوبات الخزانة الأميركية على قادة بعناوين سياسية وامنيه . ثم عقوبات على 14 مصرفاً عراقياً، أغلبها يحمل طابعاً إسلامياً ويرتبط بشخصيات سياسية نافذة في البلاد. الا ان كل هذه الإجراءات الاقتصادية لمّ تؤثر كما يبدو على هذه الفصائل ولا على عملياتها داخل وخارج الحدود فقد استمرت شرايين المال العام (مزاد الدولار ،منافذ حدودية، مشاريع استثمارية وغيرها ) في التدفق الى تلك الفصائل اضافة الى التخصيصات الهائلة المدرجة في الموازنة السنوية وبالتالي لم تواجه مشكلة حقيقية في استمرار عمليتها وادامة امكاناتها البشرية والتسليحية. المتّضرر الأكبر من تصريحات السفير الامريكي (المرشح ) ومن هذا التصّعيد الأمريكي المفاجيء هو الحكومة العراقية نفسها !!
فمع انتهاء مهلة الاربع اشهر لإخراج القوات الأمريكية ومع ازدياد استهداف المطاعم والشركات بدأت الان الدعوات تُوجّهْ للحكومة العراقية ولرئاسة الجمهورية بعدم القبول بجاكوبسون كسفير للولايات المتحدة في العراق كما و ردّت الفصائل الشيعية بغضب على تصريحات جاكوبسون، ولم تستثن حركة النجباء من انتقاداتها للسياسيين العراقيين لانجرارهم وراء المطامع والانتهاكات الأميركية!! بالمحصلة هذا التصعيدالمفاجيء قد يكون تمهيد لمتغيرات في سياسة الادارةالأميركية(خصوصا قبل الانتخابات المقبلة ) مع الشأن العراقي وربما سيكون للسفير الجديد حزمة من التوجيهات ضمن خطة بايدن للفترة المقبلة بالتزامن مع حرب غزة وارتدادها على المنطقة . ينتظرنا في المقابل حكومة الاطار الشيعي ومدى قدرتها على التعامل مع هذه المتغّيرات وصولا لانتخاباتنا المقبلة والتي يبدو انها لحد الان بين مد وجزر اطراف الاطار المتعددة في الاجندة و الولاء مع بقاء الاطراف السنية والكردية بعيدة عن هذه المتغيرات الى حين .
ليبقى الشارع العراقي قلقا من التصّعيد المقبل والذي (لا ناقه له فيه ولا جمل) متخّوفا من فقدان الاستقرار الامني النسبي الحالي .