الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
في فقه القرآن الحكيم..  إستحكامات جودة التجويد والتلاوة

بواسطة azzaman

في فقه القرآن الحكيم..  إستحكامات جودة التجويد والتلاوة

قاسم المعمار

 

-ان المبحث الروحي الأيماني لكل مسلم ومسلمة ان يتفقه بتعاليم ما جاء بها كتابنا المقدس القرآن الكريم وما احكمته السنة النبوية الشريفة القولية والفعلية للتوضيح والعمل بموجب هذا التشريع السماوي ابتغاءاً تربوياً تهذيبياً ايمانياً لحصانة الذات من الزلل والارتباك والجهل...

- لذا اجد من المفيد المتواضع وانا المتعلم الدارس البسيط لفقه شريعتنا الاسلامية اكاديمياً في كلية الشريعة / جامعة بغداد اواخر الستينات من القرن الماضي والمتواصل في المتابعة للبحوث والدراسات ان استطرق اعلامياً في هذا الشأن استزادة في المعرفة واستخلاص زبدة الموضوع لتسهيل التلقي لان الاسلام خاتم الاديان سمح ومتنور وسهل الوضوح والتوجيه يزداد يومياً المعتنقون ايماناً وتضحية له وبه .

-ففي موضوعة احكام القرآن الكريم اجد التعريج على باب القراءة والتجويد اسلوباً علمياً وعملياً للترغيب والترهيب وصون اللسان من اللحن والخطأ بعد الاعتماد على متابعة التعريفات اللغوية المختصرة للمفاهيم والمصطلحات التي سيتم ايرادها هنا في هذا الخصوص ..

-فلقد ورد تعريف التجويد بأنه علم كيفية اخراج الحرف من مخرجه منصفاً بصفاته وهو صون اللسان عن الوقوع في اللحن في لفط القرآن الكريم وقد دونه الائمة الثقات واحكموا اصوله واستنبطوا احكامه من كيفية القراءة المآثورة عن النبي «محمد» صل الله عليه واله واصحابه والتابعين نطقاً ولغة وتأثراً...

-وفي حاضرتنا الزمانية اليوم تتمثل امامنا الصور الرائعة الناطقة للتجويد والقراءة القرآنية المتألقة في اصوات عامرة بالايمان والنطق السليم واداء وتأثيرها لدى المتلقين فنحن ورغم سنوات طويلة مضت لازالت ذاكرتنا تتمتع بسماع اصوات القراء المجودين من الاخوة المصريين امثال ابو العينين الشعيشع وعبد الباسط عبدالصمد ومحمد رفعت والحصري والمنشاوي واخرين من السعودية الشقيقة ياسر الدوسري والسديسي وصالح الحميد وعبدالله العوض ..

قراء مجودون

 ومن عراقنا الحبيب اصوات الحاج محمود عبدالوهاب وعبد الستار الطيار وعلاء القيسي والحافظ مهدي والحافظ ابراهيم والشيخ عبدالزهرة وعامر الكاظمي واخرين من الحفاظ والقراء والمجودين.. حتى اضحت لدينا مدرستان في هذا الاتجاه المصرية والعراقية والمتميزتين بنوعية الاداء اصواتاً متمكنة لها قدرة التحكم في اللفظ الصحيح والاداء الحسن المؤثر .

-اذا ما طالعتنا نجومية المجودين العرب الاخرين ومن اقطار جنوب شرقي اسيا ومن ماليزيا واندونيسيا فلهم خصوصيات في حفظ المقام لتأدية القراءات القرآنية وبأصوات جميلة .

- وقد اقترن احكام التجويد والقراءة بالبدء بالاستعادة والبسملة حسب ما جاء في قوله تعالى (فأذا قرأت القرآن فأستعذ بالله من الشيطان الرجيم ) ويسن الجهر بها في مواضع عديدة منها ..

أ- عند القراءة في المحافل

 ب- عند التعلم والتعليم

كما ان هنالك احكامها في الجهر او الخفوت في القراءة السرية وفي الدور .

والبسملة كلمة منحوتة الوجود في بداية كل سورة (بسم الله الرحمن الرحيم) الا في سورة براءة غير موجودة .

اما قراءتها في اواسط السور فللقارئ (الخيار) ان شاء بسمل وان شاء اكتفـــى بالاستعاذة .

-وتعد هنا قواعد اللغة العربية مهمة لصيانة اللفظ والقراءة ومعرفة احكام التنويين الساكنة في الرفع والنصب والجر وهي الادغام والاقلاب والاظهار اضافة الى احكام المد واقسامها يعني اطالة الصوت بحرف من احرف المد الثالثة الالف والواو والياء بنوعية المد الاصلي (الطبيعي) والفرعي وهنا يلحق بالمد الاصلي اربعة مدود هي

مد العرض

مد الصلة

مد البدل

مد التمكين

-فيما اشار علمائنا الاجلاء في هذا الخصوص الى وجودية (17) مخرجاً لحروف الهجاء من اصل (28) حرفاً ولهذه المخارج خمسة مواضع هي (الجوف . الحلق. اللسان. الشفتان . الخيشوم )

ومن صفات الحروف اصطلاحاً كيفية التعرض للحرف عند حصوله في المخرج من حالات الجهر والرخاوة والشدة والهمس وهذه الصفات ملازمة للحروف – وان هنالك احكام السكتات اي قطع الصوت على اخر الكلمة ...

-هذا العرض شيء بسيط من فيض كثير عميق الغور فقهاً وتحليلاً وعرضاً شمولياً لكل واردة في الشريعة الاسلامية وحياة المسلم والاسرة والمجتمع والاعتناق الروحي للخالق العظيم الذي احبه وخلقه في اجمل صوره وابدع تقويم له عقل وقلب وروح يفكر ويبدع ويأكل ويشــــرب ويعمل .

-لابد لنا اليوم ان نفتخر بأتساع ساحة الدراسات الاكاديمية لعلوم القرآن الكريم وتشريعاته الفقهية على البسيطة العالمية حيث برزت المدارس التخصصية في التعليم والتجويد والقراءة الصحيحة في ظل كنوز المعرفة والتوثيق .

- ومن اجل استكمال صورة النقاء لشخصية القارئ المجود وتأثيراته في متلقية لابد ان يمتلك الحنجرة الجيدة والمطاولة في الاداء وسرعة التنقلات وحفظ المقامات والتحكم في النص المفردة والجملة معاً وحفظ التوقفات وتطبيق مبدئية مطابقة الكلام لمقتضى الحال . واستملاك الطبقات الصوتية والتحكم بها . حينها تسمع صور الاطراء والمديح تتعالى في المجالس .

لهذه القدرات الابداعية في فن التلاوة .. خشوعاً وانبهاراً يصل حد البكاء والاستغفار وطلب الرحمة .. وهذا مبعثه التفاعل الوجداني الروحي ما بين القارئ والنص القرآني المجيد وهنا تتجسد وحدة محبة الرابط الروحي بين المخلوق لخالقه العظيم (الله) سبحانه وتعالى ... وهي الثمرة الجليلة ..

 

 


مشاهدات 71
الكاتب قاسم المعمار
أضيف 2024/06/29 - 12:09 AM
آخر تحديث 2024/06/30 - 7:35 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 269 الشهر 11393 الكلي 9361930
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير