الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
جمال الكون

بواسطة azzaman

جمال الكون

نوري جاسم

 

في هذا الكون الفسيح والممتد بلا حدود، يتجلى الجمال الكوني والإبداع الإلهي في كل زاوية وكل ظاهرة فيه، من النجوم المتلألئة في سماء الليل إلى الكواكب التي تدور في مداراتها بتناسق بديع، ويظهر الإبداع الإلهي في نظام الكون ودقته، ويعكس الكون بأسره تصميماً معقداً ودقيقاً، ولا يمكن أن يكون هذا الكون نتاج صدفة عشوائية، بل هو دليل على وجود خالق حكيم، وأن النظر إلى السماء المرصعة بالنجوم يثير في النفوس شعوراً بالعظمة والإجلال،  والنجوم التي تبدو كأنها لآلئ معلقة في ظلمة الليل، تثير تساؤلات حول حجم الكون وعمره وكيفية نشأته، والأجرام السماوية بمختلف أنواعها وأحجامها، تتبع قوانين كونية ثابتة تجعلها تتحرك بانسجام تام، مما يبرهن على قدرة الخالق وحكمته، ويتجلى الإبداع الإلهي أيضاً في كوكب الأرض، هذا الكوكب الفريد الذي يحتضن الحياة بأشكالها المتنوعة بمحيطاتها وجبالها وغاباتها، وتعد تحفة إلهية مليئة بالتنوع البيولوجي، وكل كائن حي مهما كان حجمه أو نوعه يلعب دوراً مهماً في الحفاظ على التوازن البيئي، وهذا التنوع والتوازن لا يمكن أن يكون إلا نتاج تصميم دقيق يهدف إلى استمرار الحياة بأفضل شكل ممكن، وفي عالم النبات نجد أنواعاً لا حصر لها من الأشجار والزهور والنباتات التي تدهش بألوانها وأشكالها وروائح الزهور، التي تلعب دوراً حيوياً في تكاثر النباتات عبر عملية التلقيح. هذا التناغم بين الجمال والوظيفة يعد دليلاً آخر على الإبداع الإلهي، وفي عالم الحيوان، نجد سلوكيات غريبة وأنماط حياة معقدة تظهر مدى تعقيد وذكاء التصميم الإلهي من طيور تتنقل عبر آلاف الكيلومترات في هجرتها السنوية إلى أسماك تعيش في أعماق المحيطات المظلمة، وكل مخلوق يحمل بصمة الإبداع الإلهي في قدرته على التكيف والبقاء، وفي الإنسان تتجلى قدرة الله في العقل البشري وقدرته على التفكير والإبداع، والإنسان بفضل عقله، استطاع أن يطور العلوم والفنون ويبتكر التكنولوجيا التي غيرت وجه العالم، وان العقل البشري بتعقيده وقدرته على الفهم والتفسير، يعد من أعظم تجليات الإبداع الإلهي، ولا يقتصر الجمال الكوني على ما نراه بالعين المجردة، بل يتعدى ذلك إلى التفاصيل الدقيقة التي اكتشفها العلم الحديث، وفي عالم الجزيئات والذرات نجد تناسقاً ودقة في بناء المادة، بحيث تتفاعل العناصر الكيميائية بطرق محددة تضمن استمرارية الحياة. وهذا الكون الرائع بمجراته ونجومه وكواكبه، بأرضه وبحاره وجباله، بأنظمته البيئية المتوازنة، وبالكائنات التي تعيش فيه، كلها تشهد على عظمة الخالق وإبداعه في الخلق، إن التفكر في هذه الآيات الكونية يعمق الإيمان بالله ويدفع الإنسان إلى الشكر والحمد على نعم لا تعد ولا تحصى، وإن التأمل في الجمال الكوني والإبداع الإلهي في الخلق ليس مجرد متعة بصرية أو فكرية، بل هو تجربة روحية تزيد من ارتباط الإنسان بخالقه وتجعله يدرك مكانته في هذا الكون الواسع، وإن الكون بأسره، بتعقيده وجماله، يدعونا إلى التفكر في عظمة الله وقدرته على خلق كل هذا الجمال والإبداع، وصلى الله على سيدنا محمد الوصف والوحي والرسالة والحكمة وعلى آله وصحبه وسلم تسليما  ...

 

 


مشاهدات 1330
الكاتب نوري جاسم
أضيف 2024/06/15 - 3:48 AM
آخر تحديث 2024/07/06 - 1:54 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 94 الشهر 2133 الكلي 9364205
الوقت الآن
السبت 2024/7/6 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير