قبل بدء الامتحان

لينا ياقو يوخنا

تعد فترة الامتحانات من الفترات الصعبة التي يعيشها تلاميذ وطلبة المدارس خلال سنوات دراستهم خاصة اذا كانوا في المراحل المنتهية (السادس الابتدائي والثالث المتوسط والسادس الاعدادي), اذ يعانوا من القلق والخوف والإرباك والحزن كلما اقترب موعد الامتحانات وبالتحديد عند حلول الصباح واثناء تواجدهم في المدرسة من الساعة (7-9) صباحاً اي قبل بدء الامتحان.

هذه الساعتين تكون مرهقة للتلاميذ والطلبة اكثر من اي وقت آخر, اذ يراجعوا المنهج بشكل مكثف قبل دخولهم للقاعة وذلك كي يشعروا بالرضا الذاتي في كسبهم للوقت المتبقى في الدراسة بدلاً من اجراء الاحاديث الجانبية مع الأصدقاء والزملاء في المدرسة, مع العلم ان هذه الطريقة غالباً ما تكون نتائجها سلبية اكثر مما هي ايجابية بسبب التشتت في تحديد ما يجب قراءته خلال وقت قصير بالإضافة الى الخوف والصدمة لادراكهم لحظتها بوجود بعض الفقرات او المحاور غير المفهومة في مادة الامتحان والتي لم ينتبهوا او يركزوا في تفاصيلها اثناء دراستهم في الأيام السابقة وقد يشعروا بالضياع اذا ما حصل نقاش بين الزملاء حول الاسئلة الوزارية للسنوات السابقة وكيفية حلها على امل ان يتكرر سؤال  منها مرة اخرى في امتحان الوقت الحاضر وقد يفقدوا الثقة بانفسهم اذا لم يتمكنوا من معرفة اجوبتها وسيعانوا من صراع داخلي وضغط نفسي يفقدهم تركيزهم اثناء آداء الامتحان. وان ما يدفع التلاميذ والطلبة لتعذيب نفسيتهم بهذه الطريقة هي الاسرة اولاً والمدرسة ثانياً, اذ تتمنى كل اسرة ان يكونوا ابنائها وبناتها من المتفوقين لهذا يمارسوا الضغط عليهم لاجل تحقيق النجاح وذلك بمحاسبتهم اذا ما قضوا وقت قليل في الترفيه عن انفسهم خلال فترة الامتحانات وربما يعاقبونهم اذا اخفقوا في تجاوز المرحلة. اما المدرسة فاغلبية منتسبيها من تربويين ومدرسين يفتقرون لثقافة ومرونة التعامل في مثل هكذا مواقف وظروف خاصة خلال الوقت القليل الذي يسبق الامتحان فهم لا يتواجدون قربهم في اماكن الانتظار عند بوابة المدرسة او في باحتها للحد من القلق والخوف الذي يشعرون به تلامذتهم وطلبتهم وذلك بالحديث معهم بلطف مع عبارات تشجيعية لتبث في نفوسهم الطمأنينة والسلام, بل العكس فالمنتسبين في المؤسسة التربوية غالباً ما ينعزلون في مكاتبهم خلال هذا الوقت الى ان يحين موعد بدء الامتحان فيتوجهوا الى القاعات بوجوه عابسة واثناء ذلك ينادوا بعلو صوتهم بضرورة اسراع الطلبة في الدخول الى القاعات كي يتم تفتيشهم منعاً للغش بعد ان يضعوا كتبهم على الارض خارج الصف وبطلب من المراقبين.