مجلس محافظة بغداد  إنتكاسة مبكّرة

سعد جهاد عجاج

الانتكاسة التي مني بها مجلس محافظة بغداد توضح فيما لا لبس فيه ان المجلس ليس حريص على خدمة المواطن بقدر حرصه على المنافع الشخصية. ما حصل قبل ايام من اصدار كتاب موقع من رئيس المجلس لتوزيع قطع اراضي لاعضاء المجلس السابقين هو طعنة في خاصرة الجمهور الذي ساند وانتخب الرئيس واعضاءه وهو محاولة بائسة لاسترضاء بعض الكتل واعضاءها على حساب رضى الجمهور وهو في نفس الوقت ضربة قوية للثقة التي منحت للمجلس. يبدو ان خدمة المواطن ليست من اوليات المجلس والملفات الخدمية ليست اهم من الغنائم والمكاسب والمصالح الشخصية. قديما كان يضرب المثل «ناس تاكل دجاج وناس تتلگا العجاج» وهو دلالة على ان هناك من هو مدلل ومرفه ويتنعم بالخير وهو لم يفعل شيئا سوى انه يسرق جهد الاخر الذي ليس له سوى تراب العمل والجهد.

ينطبق هذا على جماعة المجلس حين نقارنهم بالمعلمين واساتذة الجامعات والاطباء وعموم الموظفين الذين افنوا حياتهم في خدمة البلد وطالبوا وتظاهروا وبحت اصواتهم ولا من مجيب وخرجوا وهم لا يملكون شبرا في ارض الوطن والاراضي «تضرب بيها الشمس» كما يقولون، ثم ياتي من خدمته صدفة القدر ليُفصّل الوظيفة على مقاسة وليذهب الشعب الى الجحيم. توالت ردود الافعال حول الكتاب الصادر من المجلس حيث تتفق جميعها على رفض واستنكار هذا الاجراء وتعده باطلا ولا يليق بمن وضع الشعب ثقته بهم.