الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
غزة حاضرة بقوة في مهرجان كان السينمائي

بواسطة azzaman

(من المسافة صفر) أفلام قصيرة تنقل الكارثة الإنسانية على الأرض

غزة حاضرة بقوة في مهرجان كان السينمائي

كان - سعد المسعودي

مازالت غزة  تشغل العالم بين متعاطف ورافض للعدوان الاسرائيلي الغاشم، و هناك من رفع  شعار لا أرى ولا أسمع ولا ا تكلم، ومن حين لآخر نجد القضية الفلسطينية حاضرة في المحافل الفنية والثقافية، المحلية والعالمية، وهو ما حدث في مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته  77  ورغم أن المهرجان قد منع  التظاهر وتنظيم المسيرات الاحتجاجية على طول شاطئ كروازيت، حيث يقام المهرجان , وقال رئيس المهرجان تييري فريمو في مؤتمر صحفي عشية احتفالات ليلة الافتتاح «قررنا هذا العام أن يكون المهرجان بدون جدلية، لنحرص على أن يكون الاهتمام الرئيسي لنا جميعاً هو السينما، فإذا كانت هناك جدليات أخرى فهذا لا يعنينا.  لكن شجاعة نجوم ونجمات وصناع السينما العالمية ذكرّوا بضرورة ايقاف الحرب على غزة  واحلال السلام  وذكروا بسقوط المدنيين وكانت نجمة السينما الاسترالية  كيت بلانشيت , قد ارتدت فستانا مستوحى من العلم الفلسطيني وسارت به على البساط الاحمر ,كما رفع بعض المشاركين في افتتاح الدورة 77 من مهرجان كان السينمائي لافتات دعم لغزة، وتطالب بوقف العدوان على فلسطين , وتحولت خيمة الجزائر ،في القرية الدولية التي تعتبر من أبرز التجمعات السينمائية في المهرجان، إلى خيمة فلسطين حيث تم الحديث عن دور السينما وصناعها في الحرب المستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر في قطاع غزة            

كان المخرج السينمائي الفلسطيني المخضرم رشيد مشهراوي خارج غزة عندما اندلعت حربها العام الفائت، فقرر تسليم الكاميرا لمخرجين آخرين بقوا داخل القطاع المحاصر.

فيما اكد لنا المخرج الفلسطيني رشيد المشهراوي عن مشروعة عن  شعب غزة  «هم قصة» المشروع العمل السينمائي القادم وقد عرضه مشهراوي في الدورة السابعة والسبعين لمهرجان كان في فرنسا، بعد مرور أكثر من سبعة أشهر» على اندلاع الحرب. وقال مشهراوي «كانوا يكافحون لحماية حياتهم وعائلاتهم وإيجاد الطعام والحطب لإشعال النار».

وكانت النتيجة مجموعة من الأفلام القصيرة بعنوان «من المسافة صفر»، تنقل أجواء ما تعيشه غزة في ظل القصف الإسرائيلي، والكارثة الإنسانية التي نتجت عنه، من منظور المدنيين على الأرض. وفي أحد هذه الأفلام القصيرة، تضع أم هجّرتها الحرب ابنتها في وعاء أبيض كبير، ثم تسكب عليها الماء برفق لتحميمها، مستخدمة ركوة نظيفة لإعداد القهوة التركية

وفي فيلم آخر، يروي رجل معاناته التي استمرت 24 ساعة تحت الأنقاض بعد انهيار المبنى الذي كان فيه. وتولّى مشهراوي من الخارج توجيه الفرق العشرين الموجودة في غزة، وهي عملية وصفها بأنها «بالغة الصعوبة».

وقال مشهراوي، الذي ولد في غزة «في بعض الأحيان كنا نحتاج إلى الانتظار ما بين أسبوع وعشرة أيام لنتمكن من الاتصال بشخص ما، أو لنتمكن من الاتصال بشبكة الإنترنت لتحميل المواد» المصوّرة.

فرق العمل

وفي أوقات أخرى، كانت فرق العمل تنهمك بهموم الحرب اليومية، كإيجاد خيمة مثلاً، أو للاستحصال على الأنسولين لوالدة أحد المخرجين، أو لتدبير «سيارة إسعاف لإنقاذ عدد من الأطفال». وليست هذه الأفلام القصيرة وحدها المعروضة في مهرجان كان هذه السنة، بل ثمة أعمال فلسطينية أخرى، من بينها الفيلم الدرامي «إلى عالم مجهول» للمخرج الفلسطيني الدنماركي مهدي فليفل الذي تدور أحداثه في أثينا ويتناول واقع اللاجئين الفلسطينيين. وتدور الحرب بين إسرائيل وحماس منذ الهجوم غير المسبوق الذي شنته الحركة الفلسطينية في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 في جنوب إسرائيل، وأدى إلى مقتل أكثر من 1170 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة لوكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية. ومن بين 252 شخصا تم احتجازهم رهائن يوم الهجوم، لا يزال 124 محتجزين في غزة، من بينهم 37 لقوا حتفهم، وفقا للجيش الإسرائيلي. ودمر الهجوم الإسرائيلي الواسع النطاق قطاع غزة، وأدى إلى مقتل ما لا يقل عن 35709 أشخاص، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفق حصيلة لوزارة الصحة التي تديرها حماس.  وعلى بعد آلاف الكيلومترات من الحرب، يسعى الجناح الإسرائيلي في مهرجان كان إلى الترويج لصناعة الأفلام الإسرائيلية. وليست للسينما الفلسطينية خيمة خاصة بها في هذا الحدث، لكنّ الجزائر أفسحت جناحها للمخرجين الفلسطينيين في الطرف الآخر من السوق الدولية للأفلام في كان. وقال المخرج الفلسطيني المقيم في النروج محمد الجبالي «إن سرديتنا وروايتنا للقصص باتت اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى».  وفرغ الجبالي من تصوير فيلمه الأحدث «الحياة حلوة» قبيل اندلاع الحرب، لكنّ صديقاً قريباً منه صوّر المشهد الأخير من هذا الوثائقي لم ينجُ من نيرانها، إذ «قُتل في أثناء انتظاره للحصول على المساعدات الغذائية»، على ما أفاد المخرج.  وأمل منير عطا الله من شركة «ووترميلون بيكتشرز» في الولايات المتحدة، في التمكن من عرض الفيلم في أمريكا الشمالية، ملاحِظاً أن «حراس بوابة الصناعة السينمائية حرصوا طويلاً على إبعاد» الفلسطينيين عن الشاشات الأمربكية.  ومن الفلسطينيين الذين سبق أن استقطبوا مشاهدين في الولايات المتحدة شيرين دعيبس، التي أخرجت فيلم «أمريكا»  عام 2009 وشاركت في إخراج مسلسل «رامي» الذي حقق نجاحاً كبيراً على منصة «هولو».

لكنّ تصوير فيلمها الأخير ، وهو عبارة عن ملحمة تاريخية، تعطّل بسبب حرب غزة.           

وما كان من عضو طاقم الفيلم علاء أبو غوش الموجود على الأرض في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، إلاّ أن أنتج فيلماً وثائقياً عن المشروع المتوقف، أطلق عليه بالإنكليزية عنوان Unmaking Of.وقال أبو غوش إن «الفيلم يطرح السؤال حقاً: ما أهمية صناعة الأفلام والفن في هذا النوع من المواقف، في هذه الحرب؟».


مشاهدات 363
أضيف 2024/05/25 - 2:03 PM
آخر تحديث 2024/07/03 - 2:08 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 296 الشهر 1133 الكلي 9363205
الوقت الآن
الأربعاء 2024/7/3 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير