الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ثقافة التعايش السلمي في إقليم كردستان

بواسطة azzaman

ثقافة التعايش السلمي في إقليم كردستان

نايف كوردستاني

 

يُعدُّ إقليم كردستان دولة الأمر الواقع واحة، وموطن التَّعايش السِّلمي على مستوى دول الشَّرق الأوسط، لاسيِّما أنَّ كثيرًا من دول المنطقة تعتمد على ثقافة التَّهميش، والإقصاء، وإلغاء الآخرين من القوميات، والدِّيانات، والمذاهب، والمعتقدات، والتَّوجهات السِّياسية، والتَّعايش الحقيقي هو خلق مجتمعات متكاملة يعيش فيها الناس من مختلف الأعراق، والأجناس، والأديان منسجمين مع بعضهم، ولا يتطلب أدنى فكرة للتَّعايش سوى أن يعيش أعضاء هذه الجماعات معًا دون أن يقتل أحدهم الآخر، وهو العيش المشترك بودٍّ، واحترام، وقبول الآخر، واحترام خصوصيته، وعقيدته، وطقوسه القومية، والدينية في المجتمع الواحد المُتعدِّد القوميات، والدِّيانات، والمذاهب.

في إقليم كردستان توجد قوميات متنوعة، وأكثرها، وأكبرها الكردية، ثُمَّ التُّركمانية، والعربية، والكلدانية، والسِّريانية، والآشورية، والأرمنية.

 وتوجد ثمانية أديان، ومعتقدات دينية معترفة بها في إقليم كردستان، وجميعها مُرخّصة، ومُنظَّمة بموجب قانون رقم (5) لسنة (2015) قانون حماية المكونات في كردستان-العراق/ في إطار وزارة الأوقاف والشؤون الدِّينية بحكومة إقليم كردستان، وتدير نشاطاتها ضمن مديرية واحدة تعرف بـ (التّعايش الدِّيني).

خطة هندسية

كما يوجد في إقليم كردستان (5800) مسجد، وجامع، و(145) كنيسة، و(400) معبد ديني لجميع الأديان، والمعتقدات، وقد وضعت التَّشكيلة التَّاسعة لحكومة إقليم كردستان خُطَّة هندسية شاملة لترميم هذه الأماكن، ومن أبرزها ترميم مرقد السُّلطان مظفر الدين في أربيل، وجامعا كاك أحمد الشيخ، والسُّليمانية الكبير، ومركز لالش الإيزيدي، والعديد من المواقع الأخرى في محافظة دهوك التي تمَّ ترميمها بأمر مباشر من رئيس حكومة كردستان (مسرور بارزاني).

وفي المادة (3) ضمن قانون حماية المكونات، تضمن سلطات إقليم كردستان- العراق المساواة، والفعَّالة للمكونات:

أولًا: تضمن الحكومة للفرد الذي ينتمي إلى مكون حق المساواة، وتكافؤ الفرص في الحياة السِّياسية، والثَّقافية، والاجتماعية، والاقتصادية من خلال تشريعات، وسياسات فعَّالة كذلك تضمن لهم حق المشاركة في اتخاذ القرارات التي تخصهم.

ثانيًا: يحظر جميع أشكال التّمييز ضدّ أيّ مكوِّن من مكونات كردستان – العراق، والمخالف يعاقب وفق القوانين النَّافذة.

ثالثًا: حظر أية دعوة دينية، أو سياسية، أو إعلامية بصورة فردية، أو جماعية مباشرة، أو غير مباشرة إلى الكراهية، أو العنف، أو التَّرهيب، أو الإقصاء، والتَّهميش المبنية على أساس قومي، أو إثني، أو ديني، أو لغوي.

رابعًا: منع أيّ تصرّف، أو سياسات سلبية من شأنها تغيير الأوضاع الأصلية للمناطق التي يسكنها مكوِّن معين، ومنع كلّ تملك يهدف، أو يؤدي إلى التَّغيير الدِّيموغرافي للطَّابع التَّاريخي، والحضاري لمنطقة معينة لأيَّ سبب كان، وتحت أيَّة ذريعة كانت.

فضلًا عن المادة (5/ أولًا، وثانيًا، وثالثًا، ورابعًا، وخامسًا) المتعلِّقة بحق الكشف عن دين كُلّ مكوِّن، وقوميته، والتَّعبير عن ثقافته، واختيار أسمائهم، والتَّمتع بالعطل الرَّسمية الخاصَّة بهم.

تبدأ ثقافة التعايش في إقليم كردستان من حيث تعامل الجار مع جاره في كلّ منطقة، وقرية، ومجمع سكني، وعدم التَّقليل من شأنهم، واحترام قومياتهم، ودياناتهم، ومذاهبهم، وتغلغلت هذه الثَّقافة في بيئة العمل، والحرفيين، وفي المدارس، والمؤسسات الأكاديمية كالجامعات، والمعاهد الحكومية، والمؤسسات غير الحكومية، فالأساتذة، والطلبة يحترمون القوميات، والديانات في كردستان، ويتعاملون معهم بكلّ احترام، ولا يُقلِّلون من قيمتهم أمام الآخرين؛ ولهذا استقرار المجتمع الكردستاني أمنيًا نتيجة ثقافة التعايش السائدة.وتكمن أهمية التَّعايش السِّلمي في تحقيق الاستقرار العميق بالبُنية المجتمعية المكوناتية في إقليم كردستان، والوعي بهذا المفهوم يؤدي إلى تطوير المجتمع من خلال الانسجام بين الأنساق المختلفة، والمتنوِّعة، والاتساق بين الأدوار التي يمارسها الفرد في المجتمع من دون تناحر، أو صراعات، فضلًا عن مكافحة خطاب الكراهية دينيًا، وقوميًا، ومذهبيًا التي تُهدِّد النَّسيج الاجتماعي عبر القنوات الفضائية، ومنصات التواصل الاجتماعي، والجهات المختصّة.  ويتّفق العالم اليوم على أهمية التَّعايش السِّلمي، ونبذ الصِّراعات، والتَّأكيد على الحوار، واحترام الرَّأي، والرَّأي الآخر، ويتّفق المجتمع على وجود قيم مشتركة تُحدِّد مسار السُّلوك اليومي للأفراد على الرَّغم من اختلاف التَّوجهات، والأفكار، والرَّأي، والأجناس؛ لأنَّ التَّعايش السِّلمي هدف، وغاية لكلِّ المجتمعات المُتحضِّرة التي تعمل  على ممارسة التَّحضُّر، وتنتهج مفاهيم المواطنة الصَّالحة، وثقافتها. إذْ إنّ المجتمع الدولي يموجُ في أوضاع مؤسفة من الصِّراعات، والمنازعات، وتنتابه حالة مُفزعة من الاضطرابات، والفتن، والإرهاب الدَّموي المُدمِّر، وإرهاب الدَّولة في بعض الأحيان، فَتَسالُ الدِّماء، وتزهق الأرواح، وتنتهك الحرمات، وتستلب الحقوق، والحُريات، ويَحلُّ الخوف محل الأمن، والخيانة محل الأمانة، والتَّدمير محل التَّعمير؛ لذلك أصبحت ثقافة التَّعايش السِّلمي بين الأمم، والشُّعوب، والدُّول ضرورة مُلحّة.  وهناك أنواع كثيرة من التعايش (القومي، الدِّيني، والاجتماعي، والاقتصادي، والثَّقافي) في إقليم كردستان:

-التَّعايش القومي: وهو تعايش القوميات المتنوِّعة مع بعضها القائم على احترام القوميات، والابتعاد عن الخطابات القومية المُتطرِّفة، والمتشنِّجة.

-التَّعايش الدِّيني: وهو تعايش الدِّيانات، والمعتقدات المختلفة، والمتنوِّعة، واحترام تلك الدِّيانات، وعدم الازدراء منها، والتقليل من شأنها، والتَّعامل بالحسنى حسب ما تقتضيه مصالح الأطراف جميعًا في أمور الحياة، والمواطنة المشتركة، وينطلق مفهوم التَّعايش الدِّيني بين الإسلام، وبقية الدِّيانات، والمعتقدات الذي يعترف بحقوق الآخرين، وحريته في اعتقاده بناءً على قوله تعالى: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}[الكافرون:6]، وهذه الآية الكريمة نبراس التَّعايش السِّلمي، وهي اعتراف صريح، وواضح من القرآن الكريم بوجود ديانات أخرى، ولا بُدَّ من وجود علاقة ترابطية بين الدِّيانات مبنية على التَّسامح، وقبول الآخر، وهذا ما نراه جليًا على أرض الواقع في إقليم كردستان من خلال العلاقات المتينة بين المسلمين، والمسيحيين، والإيزيدية، واليهودية، والكاكائية، والزَّرادشتية، والصَّابئة المندائية، والبهائية من خلال المناسبات الدِّينية، فنرى كثيرًا من الشَّخصيات الإيزيدية، والمسيحية يقومون بعمل ولائم في شهر رمضان مبارك للمسلمين، فضلًا عن مواقف المسلمين معهم في أحلك الظروف، وزيارات المسلمين للدِّيانات في مناسباتهم، وتقديم التهاني في أعيادهم.

- التَّعايش الاجتماعي: وهو معرفة الثقافات الاجتماعية لدى الآخر، والإفادة من خبراتهم، وكذلك الزَّواج، والمصاهرة بين الدِّيانات التي تقوّي أسس المجتمع الكردستـــاني مع احترام خصـــــــوصية كلّ دين، ومعتقد.

- التَّعايش الاقتصادي: ويكون عن طريق التَّواصل مع الآخر للتَّبادل التِّجاري، أو المشاركة التِّجارية، فالتَّعايش الاقتصادي له أثر كبير في تحقيق السِّلم المجتمعي.

- التَّعايش الثَّقافي: تُعدُّ الثَّقافة روح إقليم كردستان، وعنوان هويته، وهي ركيزة أساسية في بناء المجتمع، ونهضته فلكلّ أمّة ثقافتها تستمدّ منها عناصرها، ومقوماتها، وخصائصها، وللثَّقافة دور كبير في تفعيل التَّعايش مع الآخر.

ادلة قرآنية

وهناك أدلة عديدة في القرآن الكريم، وفي السُّنَّة النَّبوية تدلُّ على التَّعايش السِّلمي، منها قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} [الحجرات: 13]، وقوله تعالى: {لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ  إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة: 8]، وعَنِ النَّبِيِّ -صلى اللهُ عليه وسَلَّمَ- قَالَ: «مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا» أخرجه البخاري في صحيحه.

 وكان النَّبيُّ- صلى الله عليه وسَلَّمَ- يدعو لغير المسلمين، فكانَتِ الْيَهُودُ تَعَاطَسُ عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجَاءَ أَنْ يَقُولَ لَهَا يَرْحَمُكُمُ اللَّهُ، فَكَانَ يَقُولُ: «يَهْدِيكُمُ اللَّهُ، وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ» أخرجه أبو داوود في سُنَنَه، وصحَّحه الألباني.

فهذه الأدلة الشَّرعية الثُّبوتية من الكتاب، والسُّنة من دين الإسلام الحنيف الذي يعتنقه أغلب الكرد من المسلمين الذين يؤمنون بإشاعة ثقافة التَّعايش السِّلمي في المجتمع الكردستاني.

كان نظام حزب البعث من الأنظمة المستبدة (الدكتاتورية )الذي ضرب أُسس التَّعايش عرض الحائط، لاسيّما بعد أن تسنّم (صدام حسين) لمقاليد الحكم، والسُّلطة في العراق بعد الإطاحة بالرئيس العراقي السابق، ورفيق دربه (أحمد حسن البكر )؛ فبدأت عمليات التَّعريب على ثلاث مراحل في ثلاث محافظات:(بغداد، وكركوك، ونينوى)، والبدء بعمليات التَّهجير القسري للكرد من مدنهم، وقراهم، وتوزيعهم على المناطق العربية، وتوطين العرب في المناطق الكردستانية، وتفعيل نظام تصحيح القومية، وعمليات الإبادة الجماعية من خلال دفنهم لـ (8000  ) بارزاني مدني، وهم أحياء في المقابر الجماعية بالمنطقة الصحراوية من جنوب العراق، وعمليات الأنفال السَّيئة الصِّيت بمراحلها الثَّمانية التي راح ضحيتها (182000) كردي مدني، وقصف مدينة حلپـچة بالأسلحة الكيميائية، وراح ضحية القصف (5500) كردي مدني، وآلاف المتضررين من تلك العملية الإجرامية علاوة على ذلك تصفية (12000)كردي فيلي، وتهجيرهم من أماكنهم، وسحب الجنسية العراقية منهم، والاستحواذ على ممتلكاتهم المنقولة، وغير المنقولة، ومسح (4500 ) قرية كردية من الوجود!

هذه الجرائم التي وقعت بحق الشعب الكردي من قبل أزلام النظام العراقي في حقبة البعث الصدامي، لكن الشَّعب الكردستاني بقيادة الرئيس (مسعود بارزاني) لم يتعامل بالعقلية الانتقامية معهم، فعندما حدثت الانتفاضة الكردستانية في (5آذار 1991م) ضد نظام البعث كان بالإمكان تصفية الجيش العراقي جميعهم عن بكرة أبيهم بكُلِّ سهولة في إقليم كردستان إلا أن الرئيس (مسعود بارزاني) أصدر أمرًا بعدم الاعتداء عليهم بعد أن يتركوا أسلحتهم، ومقراتهم، وثكناتهم العسكرية، وتسليم أنفسهم لقوات الپيشمرگـة البطلة، واُستقبلوا في البيوت، والمساجد، وفتحت الممرات الآمنة لهم لكي يعودوا إلى بيوتهم سالمين من دون الاعتداء عليهم لكونهم من ضحايا النظام.

وبعد طرد البعثيين من كردستان كانت هناك مشكلة أخرى موجودة في كردستان ألا وهي مسألة (الفرسان) الذين عملوا مع نظام البعث، وهم أقسام منهم من تعاون مع صدام، ومؤيدًا له قلبًا، وقالبًا، وضربوا الحركة التَّحرّرية الكردية، ومنهم من تعاون مع نظام البعث لكي يحصلوا على مغانم، وأموال من الحكومة العراقية، وحماية رؤساء عشائرهم، ومنهم من تعاون مع النِّظام العراقي من أجل الحفاظ على مصالحه الشَّخصية كالأراضي الزِّراعية، وغيرها لكنّهم تعاونوا مع ثُوّار الحركة التَّحررية الكردية، ودعمهم بالأسلحة، والأغذية.

ومن أجل مصلحة شعب كردستان فقد طَوَى الرئيس (مسعود بارزاني) تلك الصَّفحة السَّيئة من تاريخ الكرد المعاصر لكيلا تتحوّل كردستان إلى بحر من الدِّماء؛ علمًا أنَّهم ساهموا مساهمة كبيرة بتدمير البُنى التَّحتية لكردستان، وكانوا أداة طيعة بيد النَّظام الفاشي، وساعدوهم بتسهيل العمليات العسكرية في مدن كردستان، وتدميرها!

واستلهم الرئيس (مسعود بارزاني) شعارًا من الآية القرآنية: {عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ} [المائدة:95] لكيلا تكون هناك عمليات انتقامية بين أبناء الشعب الكردستاني، وعلى إثر هذا الموقف الوطني من البارزاني عاد كثير منهم إلى الصَّف الوطني؛ لأنَّ الرئيس (مسعود بارزاني) يريد بناء كردستان على يد أبناء شعبه، ويبعدهم عن التَّناحرات، والعصبيات العشائرية، والمناطقية، والقومية، والدِّينية.

وبعد خلوّ إقليم كردستان من البعثيين، وحدوث فراغ في المناصب الحكومية، والإدارية أُجريت الانتخابات النِّيابية، وتشكلّت أوّل حكومة كردستانية بعد الانتفاضة الكردستانية (سرهلدان) في عام (1992م) من مكونات كردستان بعيدًا عن سياسة التَّهميش، والإقصاء لمكوِّنات كردستان.

وبفضل حنكة القيادة الكردستانية، وعلى رأسها الرئيس (مسعود البارزاني) لم نتأثر بتلك العقليات الانتقامية التي هدّدت السِّلم المجتمعي، والتّعايش بين أبناء كردستان.

 وبعد انتخاب الرئيس (مسعود بارزاني) في عام (2005 م) من مجلس النُّواب الكردستاني أوّل رئيس لإقليم كردستان ساهم بترسيخ ثقافة التَّعايش السِّلمي بين أبناء مكوّنات كردستان، ولم يسمح باستعمال مصطلح الأقليات بل دعا لاستعمال مصطلح (مكوّنات كردستان)، ويعامل الجميع بالمسافة نفسه بعيدًا عن عرقه، ودينه، ومذهبه.

قال الرئيس (مسعود البارزاني):»بعد سقوط نظام صدام حسين حاولنا نقل تجربة إقليم كردستان إلى بقية مناطق العراق، ودعونا إلى اعتماد ثقافة التَّعايش، والتَّسامح، واستخلاص العبر من الماضي، وللأسف فأنَّ هذا لم يحصل فقد لجأ الكثيرون إلى ثقافة الانتقام، وهذا سبّب تفكك العراق».

 ومن المواقف الإنسانية، والنَّبيلة للرئيس(مسعود بارزاني) في تعزيز ثقافة التَّعايش، وعدم إشاعة الكراهية كما كانت تُروَّج من قبل الإعلام الأصفر عندما فتح أبواب كردستان للنازحين من العرب، والكرد، والتُّركمان، والدِّيانات جميعها في محافظات (نينوى، وصلاح الدِّين، والأنبار) بعد احتلال تنظيم الدَّولة الإسلامية (داعش) لمناطقهم، وعوملوا معاملة مواطني كردستان من خلال فتح الجامعات، والمدارس، ورياض الأطفال، والمستشفيات لهم؛ ولهذا السبب تغيّرت وجهات نظر كثير من النَّازحين حول إقليم كردستان، والرَّئيس البارزاني؛ لأن الإعلام المناوئ لكردستان يبثُّ الإشاعات الكاذبة حول عدم تقبّل الكرد للعرب، علمًا أنَّ وأصبح التَّعايش السِّلمي سمّة بارزة في إقليم كردستان، وهذا الشِّعار هو بديل عن العلاقة العدائية بين القوميات، والدِّيانات، والمذاهب، والتَّعايش يتحقّق في جوٍّ يسوده العدل، والمساواة، والحرية في الدِّين ، والمعتقد، وتقبّل الآخر كما هو، فتجد في المنطقة الواحدة المسجد، والكنيسة، والمعبد في كثير من مناطق كردستان، فعلى سبيل المثال كانت منطقة بارزان تعيش فيها ثلاث ديانات (الإسلام، والمسيحيون، واليهود)، فمن الطبيعي جدًّا أن تجد المسجد، والكنيسة، والمعبد اليهودي في تلك المنطقة حتى أنَّ الدّول الغربية تشيد بتجربة التَّعايش السِّلمي الحقيقي في إقليم كردستان، وأصبحت محل فخر لشعب كردستان بفضل الحنكة السِّياسية لقيادة كردستان .


مشاهدات 20
الكاتب نايف كوردستاني
أضيف 2024/07/02 - 5:24 PM
آخر تحديث 2024/07/03 - 3:56 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 89 الشهر 926 الكلي 9362998
الوقت الآن
الأربعاء 2024/7/3 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير