الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
يوم الغدير عيد العراقيين

بواسطة azzaman

يوم الغدير عيد العراقيين

وليد عبدالحسين جبر

 

أقرّ مجلس النواب العراقي قانوناً جديداً للعطلات الرسمية في العراق بدلاً من قانون العطلات السابق رقم ( 110 ) لسنة 1972 وقد تحدثت عبر مواقع التواصل الاجتماعي قبل أسبوعين عن خطأ تقديم مشروع قانون مستقل باعتبار يوم الغدير عطلة رسمية وإنما أن يعّدل قانون العطلات السابق أو يشّرع قانون جديد بدلاً عنه لا سيما وأن القانون السابق قد تضمن مناسبات ترمز لنظام حزب البعث المحظور ، وبالفعل أقرّ مجلس النواب هذا اليوم قانونا جديدا يتضمن العطلات الرسمية لا فقط قانون عطلة يوم الغدير وحسنا فعل وتحقق ما طالبنا بالعمل عليه وانتقدنا العمل خلافه والحمدلله .

المهم  هذا ليس موضوعنا الان وإنما الذي نريد ان نبينه للقارئ أن اعتبار يوم الغدير المصادف (18) من شهر ذي الحجة من كل عام هجري عطلة رسمية وعيد يُحتفل به لا يرمز إلى طائفة معينة أو حزب معين وإنما هو عيد لجميع العراقيين بكافة مذاهبهم و أديانهم و أعراقهم واتجاهاتهم الفكرية والسياسية .

فعلي بن أبي طالب عليه السلام رجل الإنسانية جمعاء ولا يمكن أن ان يقّزم أو يختزل بمذهب معين او دين ، فقد آمن به أبناء الإنسانية المتعافون من العقد الضيقة وكتب عنه المسيحي واليهودي والعلماني قبل أن يكتب عنه المتدينون وشرح نهج بلاغته كتّاب مذهب أهل السنة مثل ابن أبي الحديد ومحمد عبده وغيرهم كما شرحه كتّاب المذهب الجعفري .

بالتالي لا يمكن ان  تثير ذكرى تنصيب النبي محمد « ص « للإمام علي « ع « والاحتفاء بها سوى الطائفيين وتجار الأزمات وعمّال المخابرات!

فهو يوم يمكن أن نستلهم منه كعراقيين نهج علي ومواقفه السياسية الرامية إلى الحفاظ على بناء الدولة الإسلامية والتضحية باستحقاقه الانتخابي أن صحّ التعبير بوصفه خليفة مختاراً من قبل النبي « ص « ومع ذلك قَبل أن يتسنم غيره مكانه حفاظا على وحدة المسلمين و أمن الدولة وهذا لعمري لوحده درس يحتاجه العراقيون أكثر من غيرهم في كل مكان وزمان .

ثم أن العراقيين متفقين جميعا أن دولتهم الحديثة تأسست في عام 1920 / 1921 غير أن أغلبهم ربما لم يلتفت إلى أن ملكهم فيصل الأول قد تم تتويجه في يوم الغدير حيث يذكر عالم الاجتماع العراقي علي الوردي في كتابه لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث / ج6 : القسم الأول ، صفحة (119) بأن الملك فيصل قد تم تتويجه « في يوم 23 آب، الموافق يوم 18 ذي الحجة حسب التقويم الهجري، وهو اليوم الذي يعتبره الشيعة عيداً لهم يسمونه «عيد الغدير ويعتقدون أن النبي نصب فيه علياً للخلافة من بعده. وقد أراد فيصل باختياره هذا اليوم تذكير الشيعة بأنه من سلالة الإمام علي وأن تتويجه يجري في نفس اليوم الذي نصب فيه جده للخلافة، وقد جرى التتويج في ساحة القشلة قرب برج الساعة حيث نصبت منصة الجلوس الملك وحاشيته، وخصص للملك كرسي متميز له ظهر مرتفع، كما صفت الكراسي تجاه المنصة الجلوس المدعوين... الخ «

فهل لرافض من حجة إذا كان هذا اليوم هو ذكرى اختيار النبي محمد « ص « لعلي بن ابي طالب خليفة من بعده إلا أن هناك ظروف سياسية حالت دون تمام ذلك بعد وفاة النبي وقد ضرب الخليفة المختار أروع المواقف التاريخية في سبيل ذلك كما ذكرنا قبل قليل هذا من جهة ، ومن جهة أخرى إنه يوم تاريخي آخر لتتويج الملك الأول في الدولة العراقية بعد استقلالها من الاحتلال العثماني .

إذن يوم الغدير يوم تاريخي من حق جميع العراقيين الاحتفال به والاستلهام منه المواقف والعبر وليس هناك إنسان حر وغير مريض نفسيا يمكن أن تثور ثائرته من حدث تاريخي مرّ في سالف الأيام ورواه المؤرخون جميعا لا سيما وأن يوم اعتبره القانون عطلة رسمية شأنه شأن العطلات الرسمية الأخرى فلمَ التضخيم والمتاجرة أيها الطائفيون الذين ساهمتم في جريان الدم العراقي بخطاباتكم وارتباطاتكم الخارجية أما كفاكم تفريقاً وتشتيتاً للعراقيين!

 


مشاهدات 420
الكاتب وليد عبدالحسين جبر
أضيف 2024/05/25 - 12:17 AM
آخر تحديث 2024/06/29 - 6:34 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 297 الشهر 11421 الكلي 9361958
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير