الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
متى تنتهي معاناة العراقيين من الكهرباء ؟

بواسطة azzaman

متى تنتهي معاناة العراقيين من الكهرباء ؟

سامي الزبيدي

 

خلال عشرين عاما وتقريبا منذ بداية ثمانينات القرن الماضي  شهدت الصين نهضة كبرى في كافة المجالات الصناعية والزراعية والاقتصادية والمالية والتجارية حتى أصبح اقتصادها ثاني اكبر اقتصاد في العالم وللعلم فقد استعانت الصين بالعالم العراقي البروفسور الياس كوركيس الأستاذ في جامعة أكسفورد المتخصص بالتنمية الاقتصادية والإدارية وكانت أولى خطواته القضاء على الفساد من خلال حكومة نزيهة وأمينة ونظيفة وتقليل التضخم وتدريب الوزراء على الإدارة والقيادة ونقل هذه التجربة الى الموظفين فاتت خطواته ثمارها بربط اقتصاد الصين بالاقتصاد العالمي والقضاء على الفساد والرشوة والسرقة فكانت النهضة الصينية الكبرى , وفي عشرين عاما  تطورت ماليزيا تطورا كبيرا حتى أصبحت من الدول المتقدمة صناعيا وتجاريا وماليا واقتصاديا  بفضل مهاتير محمد رائد النهضة الماليزية الذي قاد هذه النهضة عام 1981 بعد ان أعطى الأولوية  للتعليم والبحث العلمي والقضاء على الأمية والتدريب الحرفي والمني وحول ماليزيا من دولة زراعية الى دولة صناعية متقدمة ,وفي عشرين عاما أصبحت سنغافورة من الدول المتطورة بعد ان كانت من أفقر دول  شرق أسيا وأصبح دخل الفرد فيها أعلى دخل في العالم كل هذا الذي حدث في هذه الدول كان بوجود قادة وطنيين محبين لأوطانهم وشعوبهم مخلصين في عملهم  لن يسرقوا أموال شعبهم ولم يشتروا عقارات لهم ولعوائلهم  في عواصم الدول المختلفة ولم يحولوا أموال الدولة والشعب التي نهبوها الى حساباتهم في بنوك الدول الغربية وغيرها بل عملوا ليل نهار لإسعاد شعوبهم وتقديم أفضل الخدمات لهم وتطوير بلدانهم لتواكب التطور الحاصل في دول العالم  وساستنا في واحد وعشرين عاما لم يستطيعوا حل مشكلة الكهرباء التي أصبحت هم العراقيين ومأساتهم التي تتكرر كل صيف  ناهيك تردي الخدمات الصحية والبلدية والعمرانية والتعليمية وازدياد نسب الفقر والبطالة والأمراض وانتشار المخدرات بشكل مخيف وسطوة الميليشيات المسلحة الخارجة عن سيطرة الدولة وانتشار السلاح المنفلت وغيرها من الماسي والكوارث التي حلت بالبلد منذ الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 الى أيامنا هذه , فأين ذهبت مئات المليارات من الدولارات التي صرفتها حكومات الفشل والفساد المتعاقبة على كهربائنا؟

تيار كهربائي

ذهبت لجيوب الفاسدين والسراق من السياسيين والمسؤولين الحكوميين وليذهب الشعب الى الجحيم .                                                                                                                                         ان معاناة العراقيين وماساتهم تتكرر كل صيف حيث ينقطع التيار الكهربائي مع بداية الارتفاع في درجات الحرارة وتزداد ساعات انقطاع التيار الكهربائي كلما ارتفعت درجات الحرارة لتصل في أشهر حزيران و تموز وآب الى عشرين ساعة انقطاع في بعض مدن الجنوب وهذا هو حال العراقيين كل صيف حيث يتلظون من شدة الحر دون أية حلول من كل الحكومات ومنذ واحد وعشرون عاماً رغم التظاهرات و الاعتصام والمناشدات التي تقابلها الحكومات بوعود كاذبة وإجراءات روتينية لا تقدم  أية حلول حقيقية لتبقى مشكلة الكهرباء  بلا حل بسبب الفساد وسوء إدارة ملف  الكهرباء  فالحكومات المتعاقبة والسياسيين الفاشلين والفاسدين قد سرقوا الأموال الكبيرة المخصصة لبناء محطات الكهرباء أو لصيانة المحطات والشبكات الكهربائية وتقاسموها بينهم يضاف الى ذلك اعتماد العراق ومنذ عشرين عاما على استيراد الغاز الإيراني  وبمبالغ كبيرة جدا لتشغيل محطات الكهرباء والذي تقلل إيران من توريده للعراق في أشهر الصيف الحارة ولم يتم الاستفادة من الغاز العراقي الذي يحرق ويذهب هباءاً لتشغيل محطات الكهرباء.

  ولهذا لا حلول قريبة لمشكلة الكهرباء في العراق.

  ولا احد يعلم الى متى سيبقى العراقيون يعانون من انقطاع التيار الكهربائي فالعلم عند السياسيين الفاسدين الذين راحوا يستوردون الكهرباء والغاز لتشغيل  محطات الكهرباء الغازية من إيران بمليارات الدولارات سنويا بدلاً من بناء محطات توليد الكهرباء بهذه المليارات لتنتهي أزمة الكهرباء , ومعاناة شعبنا من الكهرباء لا تقتصر على فصل الصيف فقط ففي الشتاء ومع أولى زخات المطر ينقطع التيار الكهربائي وتعيش المحافظات في ظلام دامس وتكثر حوادث الصعق الكهربائي بأعمدة الكهرباء ويذهب العديد من الأبرياء ضحايا لعمليات الصعق , ثم لماذا لا يجد الخبراء في قطاع الكهرباء حلا للعلاقة الحميمة بين التيار الكهربائي والظروف الجوية بحيث يصبح العراق مثل بقية الدول العربية والأجنبية لا تأثير للظروف الجوية على التيار الكهربائي فيها وحل هذه المشكلة بسيطة وليست صعبة وتكمن في العمل بتوزيع خطوط الكهرباء في المدن بواسطة الكيبلات تحت الأرض بدلا من الأعمدة والأسلاك التي تشوه المدن وتسبب الحوادث وهي تكلف أموالاً أكثر من الكيبلات بالإضافة الى إنها تسبب هدرا كبيرا للطاقة الكهربائية ناهيك عن تعرضها للتجاوز والسرقة بسهولة والكيبلات معمول بها في كل دول العالم حتى الفقيرة فلماذا هذا الإصرار على التوزيع بواسطة الأعمدة والأسلاك المكلفة والغير أمينة , ولماذا لا تتجه وزارة الكهرباء للطاقة الشمسية ومراوح الهواء لتوفير الكهرباء وما أكثر الشمس والهواء في بلدنا وهي وسائل ارخص من بناء محطات الكهرباء الغازية وغيرها وصديقة للبيئة ؟ وأخيراً لابد من ان نسأل متى تنتهي معاناة العراقيين من انقطاع التيار الكهربائي خصوصا في أشهر الصيف الحارة ؟  ومتى ينعم العراقيون بتيار كهربائي مستقر؟ ومتى ترفع أسلاك المولدات التي شوهدت شوارعنا ومدننا؟ ومتى ينتهي التلوث الذي تسببه هذه المولدات ومتى ينتهي الهدر في استهلاك البنزين والكاز وهو بكميات كبيرة جداً شهريا والذي يصرف لمولدات المناطق وللمولدات المنزلية والمحال ناهيك عن الأموال التي تصرف لاستيراد هذه المشتقات فاستقرار الكهرباء سيغني البلد عن استيراد هذه المشتقات  بالعملة الصعبة ومتى ومتى؟ أسئلة عديدة تبقى  بدون إجابات ما دام الفساد ينخر جسد الدولة ومؤسساتها.


مشاهدات 123
الكاتب سامي الزبيدي
أضيف 2024/06/25 - 4:03 PM
آخر تحديث 2024/06/29 - 10:59 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 270 الشهر 11394 الكلي 9361931
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير