الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ما جدوى وجود وزارة الكهرباء

بواسطة azzaman

فم مفتوح .. فم مغلق

ما جدوى وجود وزارة الكهرباء

زيد الحلي

فكرة هذا العمود، عاشت معي، منذ العام 2004 وحتى اللحظة يعني طوال 20 عاما ، ومع ادراكي ان اعلانها سيثير سخطاً واسعا ضدي، وستاتي تعليقات ساخرة بشأنه، وأراء تتهمني بالغباء والجهالة ، لكني بقيت على إيمان بها، منتظرا الفرصة التي اجد فيها صاحب القرار السياسي، يمتلك الشجاعة للتناغم مع دواعيها، وبعد تفكير عميق ارتأيت اعلان هذه الفكرة الان، عسى ان تجد صدى في العقول، وتتحقق!

والفكرة باختصار، هي اصدار قرار صارم بلهجته من رئاسة مجلس الوزراء، بتجميد « وزارة الكهرباء «  واقتصار اعمالها على انارة الشوارع والساحات  والازقة والمستشفيات والدوائر الحساسة الاخرى، ووقف تزويد المواطنين بالكهرباء حتى اشعار آخر، حيث دُمرت  معظم مقتنياتهم الكهربائية، ومؤكد ان هذا القرار سيثلج قلوب العراقيين كثيرا، وسنجد معالم الفرح ظاهرة على الجميع، بعد ان ضاقوا الويلات من الوعود التي تطل علينا يوميا من مسؤولي الوزارة بمختلف عهود وزرائها، وهم كثر، وبدون استثناء.

على ان يتم قبل ذلك القرار بأسبوع، عقد لقاءات مدروسة مع كافة اصحاب المولدات الاهلية، في كافة المحافظات، يكون الهدف منها تعزيز ما ينبغي تعزيزه من المواد الاحتياطية المطلوبة للمولدات ، وتوفير الزيوت والوقود بأسعار مدعومة، وان تتعهد الحكومة بدفع نصف كلفة ايصال الكهرباء الى المواطنين، والنصف الثاني يكون مدفوعا من قبلهم... اي ان المواطن الذي يدفع 100 الف دينار حاليا، يستمر بدفع ذات المبلغ، فيما تدفع الحكومة مثيله الى اصحاب المولدات، وبذلك يكون حققنا توفيرا للكهرباء مدة 24 ساعة.. وهي مبالغ ليست كبيرة، مقارنة بثمن الغاز المستورد لحساب وزارة الكهرباء. وايضا، يتم دعم اصحاب المولدات الكبيرة في المولات والمعامل والمطاعم وما شابه ذلك، بالوقود المخفض.. ان مثل هذا القرار، لو اتخذ، وهو قرار اعرف انه  مضحك،  مبك، ولاسيما نحن نعيش في العام 2024 ، سيعيد التوازن المطلوب الى الشوارع، الذي يعيش غليانا نفسيا، سببه التذبذب وانقطاع الكهرباء، وهو غليان لم يفد معه الصبر. فالصبر فن  ومهارة يمكن تعلمها وتنميتها، وله أهمية كبيرة في تحقيق الآمال الشخصية، ويساعد على التعامل مع الصعاب والتحديات في الحياة، لكن وزارة الكهرباء سحبت من المواطن جذور الصبر !

ان فكرتي،  ادرك  انها صعبة التنفيذ في ظل الاوضاع المعروفة، وسيقوم بعض « المستفيدين « بتسفيهها، لكنها فرضية، تواءم حالنا اليوم، وهي مجرد مقترح يشخص مشكلة نعانيها،  ومعروف في الدراسات الاكاديمية  ان الفرضية هي دستور النقاش، وهي في مثل واقعنا، مكواة طبية لجرح غائر، لم يستطيع احد علاجه مع مليارات الدولارات التي ضاعت في سماء الفساد مثل الدخان.

ان الطموح  والكسل لا يجتمعان، وعلى من بيده الامر، الابتعاد  عن الأشخاص الذين يحاولون تضخيم الامور، ولعل نظرة سريعة الى الدول التي خرجت من الحرب العالمية الاولى والثانية، وهي مدمرة بالكامل، ثم نجدها بعد خمس وست سنوات ازدهرت،  وان الكهرباء عادت  فيها بشكل كامل، فيما نحن منذ اكثر من عشرين عاما، نعيش تذبذبا، مصاغا بعبارات الوعود الكاذبة..

 في الختام، اقول : عندما يصل  المرء إلى عمق معنى كلمة النجاح يجد أنها ببساطة تعني الإصرار، ويدرك  إن النجاح لا يتطلّب عذراً،  بينما الفشل لا يترك أي  مبرر إلا ساقه، لتسويق فشله. ان النجاح حليف  الذين يعملون بجرأة، وان  الناس لا يصلون إلى حديقة النجاح، دون جرأة مدروسة.

 

Z_alhilly@yahoo.com

 


مشاهدات 39
الكاتب زيد الحلي
أضيف 2024/06/29 - 3:31 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 1:38 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 277 الشهر 11401 الكلي 9361938
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير