إتقوا الظلم ودعوة المظلوم
حسين الصدر
-1-
قليلون أولئك الذين يتحاشون الظلم في أقوالهم واعمالهم .
-2-
انهم يمارسون الظلم بحق الفقير والضعيف والبائس الذي لا يقوى على ردعهم من مظالمهم وانتزاع حقه منهم .
-3 –
والمظلوم ليس له ملجأ الاّ الله يدعوه أنْ ينتقم له من الظالم ودعوة المظلوم لا يحجبها شيء .
قال الشاعر :
تنام عينُك والمظلوم مُنتَبِهٌ
يدعو عليك وعينُ الله لَمْ تَنَمِ
-4-
ومن أكبر العبر والعظات في هذا الباب قول جعفر بن يحيى البرمكي لابيه – وهم في القيود ولبس الصوف والحبرس - :
يا أبتِ
بعد الأمر والنهي والأموال العظيمة ،
أصارنا الدهر الى القيود ولبس الصوف والحبس ؟
فقال له أبوه :
يا بنيّ
دعوةُ مظلومٍ سرت بِلَيل غفلنا عنها ، ولم يغفل الله عنها ،
ثم أنشأ يقول :
رُبَّ قومٍ قد غدوا في نعمةٍ
زمناً والدهرُ ريانُ غَدِقْ
سكتَ الدهرُ زمانا عنهم
ثم أبكاهم دماً حين نَطَقْ
( توفي يحي البرمكي في حبس الرشيد سنة 190 هـ )
-5-
والمظالم في العراق الجديد تعددت أشكالها وألوانها، حتى انتُزعت ملكية بعض العقارات المهمة من أصحابها الشرعيين وسجلت باسم المزورين الظالمين فضلاً عن مظالم جمّة لا يقوى على احصائها القلم .
-6-
ولن يهنأ الظالم بما جنت يداه:
ودعاء المظلوم يلاحقه، ولسان حاله :
الى ديّانِ يومِ الدِينِ نمضي
وعندَ اللهِ تجتمعُ الخُصومُ
فالمظلوم على يقين من أنَّ الله لن يرضى بالظلم ، ولن يدع الظالم يتنعم بما اجترح .