إتقوا النار ولو بشق تمرة

حسين الصدر

-1-

من نافلة القول التذكير بأنَّ أحبّ الناس عند الله هم اولئك الباذلون لجهدهم واموالهم وعلومهم في مضمار النفع الانساني يعودون بذلك على اخوانهم وناسهم

فالنزعة الانسانية في الاسلام واضحة المعالم جليّةٌ ناصعة .

-2-

وحين دعا الرسول (ص) المسلمين الى الاهتمام بتفطير الصائمين قيل له:

« يا رسول الله :

وليس كلنا يقدر على ذلك ،

فقال :

« اتقوا النار ولو بشق تمرة ،

واتقوا النار ولو بشربة من ماء ،

فان الله تعالى يهب ذلك الأجر لمن عمل هذا اليسير اذا لم يقدر على أكثر منه «

-3 –

واذا كان التراحم والتكافل مَطلوبيْن في كل أيام السنة وشهورها فانهما مطلوبان بشكل أكبر في شهر الخير والرحمة ... شهر الله العظيم .

والمبادرات المتضمنة للبر والاحسان وإسداء المعروف واشباع حاجات الفقراء والمستضعفين ومساعدتهم من أبرز مصاديق التراحم والتكافل 

-4-

لا يكلف الله الانسان الاّ بما كان قادرا عليه وعلى قدر الوسع والطاقة يكون الانطلاق نحو ميادين الخير والبر والاحسان والمعروف .

فهناك مَنْ يستطيع أنْ يُوصل الافطار لجموع غفيرة من الصائمين لأنه من ذوي المال والثروة .

ويوجد من لا يستطيع أنْ يفطّر صائما واحدا وهذا لا يكلف بما كُلّف به الأول لعدم قدرته .

وقد حرّض الرسول (ص) المسلمين جميعا على البذل والانفاق زارعا في النفوس اهمية الاحساس بالآخر لكسر حاجز الذات والخروج من ربقة الانانية المقيته

وهذا من اعظم الدروس التربوية والاخلاقية والانسانية والاجتماعية والحضارية .

انّ الذين يعيشون لأنفسهم يحرمون أنفسهم من مثوبات عظيمة وحسنات كثيرة ناسين انَّ نفع الناس هو من أهم الاعمال التي تثقل الميزان.

-5-

وفي العراق الجديد هناك الملايين ممن هم تحت خط الفقر وهذا يعني :

انهم بحاجة الى الاعانة والاغاثة وهذا ما يجعلنا جميعا أمام مسؤولية الاسهام في تلك العمليات ولو بالانفاق على عائلة واحدة .

Husseinalsadr2011@yahoo.com