مسار بولونيا.. الحداثة في التعليم العالي

أكرم سالم

اكدت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ممثلة بدائرة الدراسات والتخطيط والمتابعة قبل ايام على الجامعات والكليات الحكومية والاهلية كافة التهيئة لإعتماد مسار بولونيا، من خلال تشكيل لجان الاشراف وتدريب المعنيين ووضع المواد والبرامج الدراسية  كما في دليل المنهاج الدراسي ،فضلا عن وصف المواد ،وضرورة اعتماد مبدأ التوأمة للكليات الاهلية مع الجامعات الحكومية بما يتعلق بالمناهج والمواد الدراسية. ولمن لا يعرف مسار بولونيا Bologna التعليمي وقد يصاب بالقلق كون النظام جديدا علينا..فهو بالاصل تعاون بين 48 دولة اوربية على مستوى الجامعات والاساتذة والطلاب وأصحاب العمل ومؤسسات ضمان الجودة ،لغرض تطوير التعليم العالي مع تعزيز مستويات جودته وتحسين مخرجاته .وهو ما يسهل انتقال الخريجين من الموارد البشرية عالية التأهيل من بلد الى آخر بهدف الدراسة او العمل،وذلك بزيادة التوافق والمواءمة بين منظومات التعليم وبرامجه ومواده العلمية ،وهو ما يجعل الجامعات اكثر جاذبية في مختلف ارجاء العالم ،كما ان هذا المسار يؤدي لتحديث نظم التعليم والتدريب بما يلبي احتياجات ومتغيرات سوق العمل المفتوح اينما كان .ولعل ما جاء باعلان باريس لوزراء ومسؤولي التعليم العالي عام 2020 قد لخص اولويات الرؤية الاوربية-العالمية المشتركة في المجال التعليمي بإطار مسار بولونيا ،وجاء فيه بأن هذا المسار يهدف الى نهج شامل مبتكر في التعليم ،والى مزيد من التعاون الدولي التعليمي والبحث والابتكار ،مع ضمان المستقبل المستدام للاجيال المستقبلية على كوكبنا.يتبين انه نظام يتيح قدرا واسعا من الشفافية وتحسين جودة التعليم مع تقليص الفجوة بين القطاع التعليمي وسوق العمل ويحقق انسيابية عضوية  بالتركيز على تصميم مناهج تربوية جديدة تعزز فرص الحصول على عمل للخريجين بجعل التعليم يتواءم عمليا مع اختيارات الطالب وتوجهاته واهتماماته اذ انه يركز و يتمحور حول الطالب بشكل اساس،كما انه يتبنى اسسا لمقارنة الدرجات وتواؤمها مع المعايير الاكاديمية المختلفة ومعايير الجودة وأكثر امكانية للمطابقة والمقارنة مع الجامعات العالمية ومستلزمات سوق العمل على الصعد المختلفة. المسار يعتمد نظام الوحدات ECTS التراكمي وسيلة معيارية لمقارنة الاعتمادات الاكاديمية او ما يعرف بحجم التعلّم بناء على المخرجات التعليمية المحددة وعبء العمل ذي العلاقة.بوركت خطوات التعليم العالي البناءة للحاق بالركب العالمي وتضييق الفجوة التربوية التي خيّمت بظلالها الداكنة..ما احوجنا الى التجديد والحداثة التعليمية والتمسك بالضوابط ومعايير الرصانة العلمية الكفيلة بوضع العراق و اجياله الصاعدة في الاتجاه المستقبلي اللائق بنا كحضارة عريقة .