الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
في التاريخ عظاتٌ وعِبَر ولكنْ أينَ المُعتبِرُون ؟

بواسطة azzaman

في التاريخ عظاتٌ وعِبَر ولكنْ أينَ المُعتبِرُون ؟

حسين الصدر

 

-1-

جاء في التاريخ :

أنَّ ( عبد الله بن محمد بن علي ) – الملقب بالسفّاح ، والمكنى بابي العباس – وكان جميلاً ، نظر في المرآة فقال :

اللهم اني لا أقول كما قال عبد الملك :

أنا عبد الملك الشاب ولكنْ أقول :

اللهم عمرني طويلاً في طاعتك، ممتعا بالعافية ،

فما استتم كلامَه حتى سمع غلاماً يقول لآخر :

الأَجل بيني وبينك شهران وخمسة أيام ،

فتطير مِنْ كلامه ،

وقال :

حسبي الله ،

لا قوة الاّ بالله ،

عليه توكلي وبه أستعين ،

فما مضت الأيام حتى أَخَذَتْهُ الحُمّى فَجَعلَ يوم يتصل الى يوم حتى مات بعد شهرين وخمسة أيام ..!!

-2-

وقال أبو العتاهية :

الناس في غَفَلاتِها

وَرَحَى المِنيّةِ تَطْحَنُ

شاب وسيم ، تربع على العرش ، وثُنيت له الوسادة، يأمر وينهى فيطاع ،

واستهوَتْه أُبّهةُ الملك فتمنّى أنْ يمتدَ به العُمر ويدوم له النعيم ..!!

ولكنَّ هذه الآمال كلها قد تبددت ، وفاجأه الموت وهو في ريعانِ الشباب .

-3 –

وكما فاجأه الموت يمكن أنْ يُفاجأ غيره ، فلسنا خارج نِطاق المطلوبين الذين لا يدرون متى يطالبون بالرحيل

ومن هنا :

وَجَبَ الاستعدادُ للقاء الله، وهذا ما يغفل عنه معظم الناس ، فهم لاهون ، مغرورون ، منغمسون الى الأذقان باشباع رغباتهم وشهواتهم المحمومة بعيداً عن حسابات الآخرة .

-4-

وتأتي هذه التذكرة لِتُعيدَ الى الاذهان وجوب العمل ضمن خطين متوازيين:

خَطّ العمل للدنيا وكأننا فيها باقون ،

وخطّ العمل للآخرة وكأننا راحلون عنها وشيكا

ان التوازن بين حاجات الجسد والروح ،

وبين حاجات الدنيا والآخرة هو صمّام الأمان .

ومن الخطأ بمكان التفريط بأحد الخطين لحساب الخط الآخر .

 

 

 

 


مشاهدات 385
الكاتب حسين الصدر
أضيف 2024/08/06 - 4:31 PM
آخر تحديث 2024/11/21 - 2:00 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 124 الشهر 9595 الكلي 10052739
الوقت الآن
السبت 2024/11/23 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير