سلوى المظلوم 

حسين الصدر

-1-

قال الشاعر المرحوم العلامة الشيخ عبد الحميد السماوي :

لا تضجرن اذا مَسَّتْكَ نائبةٌ

مَنْ يُوقدُ النارُ قد ينتاشُهُ الشَرَرُ

ومَنْ يُهدّمْ ذرى صرحٍ بِمِعْوَلِهِ

ترى الغُبار على عطفيْهِ ينتشرُ

-2-

يُخيل لكثيرٍ من أصحاب النفوس الخبيثة أنهم يستطيعون إيقاع الضرر بخصومهم عبر مكائدهم وخططهم اللعينة دون أنْ يرتد عليهم سوء صنيعهم بآثاره الوخيمة .

وهم في ذلك واهمون .

فمن يُوقد النار لا يأمن أنْ يتطاير شررها فيصيبه بشظايا تُحرقُهُ .

ومَنْ يُمسك بيده مِعْول هَدْمِ بنائك لا يسلم هو مما يعتورُهُ مِنْ غُبار.

وفي ما يُصيب ذوي الأفعال السيئة من آثار موجعة تلحق الكائد والهادم سلوى لكلّ مَنْ أصيب بسهام غدرهم .

-3 –

لا ينبغي لأحدٍ على الاطلاق أنْ يمنح نفسه إجازة العدوان على غيره ، لا سيما إخوانه .

وعمليات التنصل والانسلاخ من مقتضيات المروءة والقيم تبدأ بأول اعتداء ظالم يمارسه بحق أخٍ من اخوانه حتى اذا ما استمرأ الظلم اصبح من حيث يشعر او لا يشعر واحداً من رجاله وهذا هو الانحدار السريع الى سفوح النذالة والخسة وموت الضمير .

-4-

ومن هنا :

يتعين على كل واحد منا أنْ يكونَ يَقِظَاً واعياً مُراقِبَاً لنفسه لئلا يقع في ما يقع فيه فرسان المظالم والمآثم .

-5-

انّ معك مَلَكَين يُحصيان عليك كُلَّ صغيرةٍ وكبيرةٍ وكُلَّ شاردةٍ وواردة وما يسجلانه عليك باقٍ لا يزول ،

قال تعالى :

{ وأنّ عليكم لحافِظِين كراما كاتِبين }

الانفطار / 10

فَصَنْ نفسَك من الاختراقات للخطوط الحمراء، سواء كانت مع الاخرين او كانت منك باقترافك المعاصي والذنوب وكُنْ من الناجين .

Husseinalsadr2011@yahoo.com