وفي الليلة الظلماء .. يفتقد البدر

براعم علي العكيدي

لم اكن من المهتمين بمتابعة مسرى احداث اولمبياد باريس، رغم كثرة الحديث والانتقادات اللاذعة التي طالت حفل الافتتاح بما فيه من اثم وخزي واساءة لتاريخ مدينة مثل باريس ،تستضيف حدثاً ذا اهمية وشأن رياضي، كالاولمبياد…

الا ان ما شد انتباهي حقيقة عندما طالت اسماعي همهمات عن سوء مشاركة منتخبنا الرياضي لكرة القدم، والخسارة الفادحة امام منتخب المغرب ، التي اخرجته عن اطار المشاركة .. واليوم، ونحن نطوي صفحة الاولمبياد بخسارة لن تمحى من سجلنا الرياضي،يلتهب في قلبنا ذكريات اسود الرافدين عندما كانوا اسوداً… عندما كان الوطن اولاً، بعيداً عن المحسوبية …كانوا الاسود  وقائدهم يبدعون لاجل العراق ، العراق ، ثم العراق ..ثم العراق…. ثم المال!!!!!!

منتخبنا وقائده  اليوم يكتبون اسوأ ذكرى للاولمبياد في تاريخنا الرياضي..

لا اعلم لما طرقت ذاكرتي اولمبياد اثينا في اليونان عام 2004 عندما كان عدنان حمد هو مدرب منتخبنا الاولمبي…

عقدان من الزمن مضوا، قدم منتخبنا اجمل صورة ومثل العراق اجمل تمثيل ، رغم سوء الاوضاع والحرب المشتعلة ، اذ حصل المنتخب على المركز الرابع وهذا ما يعد انجازاً يحسب للرائع عدنان حمد ..

في الحقيقة لا اجد اصدق  من الاستشهاد  بذلك البيت الشعري المشهورل(أبي فراس الحمداني)…

(سيذكرني قومي اذا جدّ جدهم ..

وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر)

ذلك النص الادبي الذي يصور  الاحساس بقيمة الشي ، او  الشخص الغائب في ساعة الحاجة  إليه، اذ كان ذلك الغائب له عظيم الاثر في سد  تلك الثغرة بكفاءة واقتدار. وفي تلك الليالي الباريسية الظلماء…. الرائع عدنان حمد..تاريخنا الرياضي يفتقدك..وفي الليالي الظلماء، هل لنا الا ان نفتقد البدر!!!