إبداع البزاز وعشرينية (الشرقية)

سمير عبد الامير علو

لعلني لا أبالغ بالقول اذا قلت إن رئيس مجموعة الاعلام المستقل سعد البزاز هو واحد من ألمع الصحفيين والإعلاميين الذين عرفهم بلاط صاحبة الجلالة في العراق منذ مايقارب النصف قرن .

وعلى الصعيد الشخصي فقد عرفت البزاز وتابعت عمله ميدانيا منذ كان إذاعيا ثم مقدم برنامج تلفزيوني عنوانه (اضواء المساء) ،إن لم تخني الذاكرة ،الامر الذي أهّله فيما بعد لتسنم منصب معاون مديرالمركز الثقافي العراقي في لندن ثم مديرا له وفي عهده اصبح المركز شعلة من النشاط الثقافي والفني.. وبعد عودته للعراق تسنم مسؤوليات إعلامية عدة توّجها حين شغل منصب مدير عام الاذاعة وتلفزيون العراق أواخر ثمانينات القرن الماضي وفي حينها أحدث نقلة كبيرة في عمل البرامج والاخبار تم الاستعداد لها مبكرا حتى تبلورت بشكل عملي أثار إستحسان الناس والصحفيين على حد سواء إعتبارا من اليوم الأول عام 1990 .

وكما أحدث هذه النقلة المهمة في عمل الاذاعة والتلفزيون فإنه كرر ذات الشيئ عند نقله كرئيس لتحرير جريدة الجمهورية وفيها أعاد ترتيب أوراقها وانتهج لأول مرة طريقة منح المكافئات التشجيعية الفورية للصحفيين المتميزين في عملهم بدلا من الانتظار حتى نهاية الشهر كما كان معمولا به في الصحف والمنشورات الاخرى .لم تربطني بالبزاز أي صلة أو تعامل وهو يكاد لايعرفني لكنه إستقبلني ذات مرة خلال الدوام المسائي بكل الحفاوة والاحترام حين قصدته بصحبة نسيبي الدكتور زهير البستاني رحمه الله للشكوى من إسلوب تهكم أحسه في ثنايا لقاء صحفي أجري معه بواسطة إحدى المحررات في الجريدة وكان يحمل ردّه على الموضوع مكتوبا ، فما كان من البزاز الّا تطييب خاطره والوعد بنشر الرد سريعا ثم أردف مبتسما ( كلشي يجرالك دكتور لأن إنته جاي ويه واحد من الزملاء ) وكان يقصدني .. وكم شعرت بالغبطة من كلامه خاصة بعد أن رأيت الرد منشورا بشكل متميز من الصفحة الاخيرة في اليوم التالي .وكان من الطبيعي ان يسعى البزاز الى تأسيس قناة تلفزيونية في فترة حرجة من تاريخ العراق بعيد إحتلال العراق بفترة قصيرة وقد وظفّ فيها كل خبرته الاعلامية المتراكمة ليسد فراغا كبيرا في البث الاعلامي والتي نحتفل بمرور عقدين على تأسيسها حيث باتت اليوم أيقونة القنوات الفضائية العراقية وواحدة من القنوات العربية التي يشار اليها بالبنان .