الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
من سيهز أمريكا ؟

بواسطة azzaman

من سيهز أمريكا ؟

 

علي إبراهـيم الدليمي

 

منذ أن أنطلقت «ثورة العشرين» الخالدة، في العراق، في الثلاثين من حزيران العام 1920، وحتى الآن، وأسماء «قادتها» ترن في أذاننا، واحداً واحداً، وتترسخ في ضمائرنا يوماً بعد أخر. وظلت نبراساً مضيئاً نستضيء به في ظلمات الظلم والدكتاتورية والإحتلالات البغيضة التي نحن فيها الآن.

حيث أن جميع «الثوار» الذين شاركوا فيها، تعد رموز عراقية وطنية خالصة، أثبتوا للعالم أجمع أنهم عراقيون أصلاء بامتياز، وبكل فخر وإعتزاز، ولا يجوز المساس بهم، حتى ولو باسمائهم، لأنها أسماء مقدسة وعزيزة، وخط أحمر، عند العراقيين كافة. والكل يعرف مكانة وهيبة هؤلاء «الثوار». الذين طالما قرأنا عنهم وعن عشائرهم وأدوارهم بالبطولة والشجاعة والذود عن حياض الوطن. لم تكن لديهم أطماع سياسية في منصب أو مال، (مثلما الحاصل الآن).

للأسف الشديد بدأت في الآونة الأخيرة أصوات نشاز ونكرة ومدفوعة الثمن تعلو في داخل العراق، حول (المزايدة) لمن لـ «ثورة العشرين»، التي مضى عليها أكثر من (قرن)؟!

وكان الأجدر والأولى لهذه «الأصوات» أن تجمع كلها بصوت عالي واحد (يهز كراسي الحكومات السياسية الفاسدة ويبجيها) التي نخرت جسد الوطن والشعب، منذ أكثر من عشرين عاماً، وتكون هذه الأصوات «خير خلف لخير سلف»، كوننا جميعاً نمثل أحفاد أجدادنا الأبطال في ثورة العشرين.

أسأل أصحاب الأصوات الذين يفتشون عن «الزود» الآن، لماذا لا تهزوا إحتلال أمريكا وتبجونها، وتدخلوا التاريخ، باوسع أبوابه، لا سيما أن التاريخ الآن يكتب بصدق وإخلاص، أكثر من قبل، لأنه موثق صوتياً وصورياً، بجميع وسائل الإعلام الكثيف ودون رتوش أو رياء.. دافعوا عن «المجاهدين» العراقيين الأبطال المعتقلين الآن في السجون العراقية منذ عشرين عاماً. الذين «هزوا أمريكا وبجوها»، (ولهم الزود) بذلك.

ايصال الكهرباء

أجعلوا أصواتكم من أجل توفير لقمة العيش الرغيد لعوائلنا وأطفالنا وأحفادنا، والمطالبة بتشغيل الشباب العاطلة عن العمل، وبتحسين الرواتب المتفاوتة، وبناء المجمعات السكنية للفقراء، وبايصال الكهرباء والماء، والإهتمام بالبنى التحتية، ووو.. لتكن أصواتكم من أجل الخروج من المستنقع السياسي والإجتماعي الآسن الذي نحن فيه، ولا أحد ينقذنا منه، الجميع خارج الحدود يتفرج على ما وصلنا إليه، ويستهزيء بنا.. ونحن نخوض من الخائضين خارج السرب الوطني والإنساني.

كفى نفاقاً ودجلاً ورياءً، واللعب على وتر الطائفية والقومية والعشائرية، التي لم نحصل منها إلا على التفرقة والإنقسام وزهق الأرواح البريئة، والتشتت، والتهجير...

لنلتفت على أنفسنا، وعلى أعمارنا التي ضاعت ما بين الحروب العبثية الشريرة، وإستهتار سياسينا ومعاركهم السخيفة من أجل الكراسي الفاشلة. لنحمي أولادنا وأحفادنا وبيوتنا ونعيش بسلام وأمن مثلما تعيش الناس الآخرين ومستقرين في أوطانهم. لنحافظ على سلامة ووحدة وطننا الذي مزقته الأبواق المأجورة، والحكومات الإنبطاحية.

وطننا سائر إلى الهاوية السحيقة، لا محال، وقتها لا ينفع لا تاريخ مزيف، ولا جغرافية مقطعة، ولا إسلام مذاهب. لا سمح الله.

 


مشاهدات 31
الكاتب علي إبراهـيم الدليمي
أضيف 2024/07/05 - 10:53 PM
آخر تحديث 2024/07/06 - 1:29 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 31 الشهر 2070 الكلي 9364142
الوقت الآن
السبت 2024/7/6 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير