الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
التحزب والإبداع

بواسطة azzaman

التحزب والإبداع

عبد الكاظم محمد حسون

 

تعمل كل الاحزاب وتحت شعرات براقة  بعضها واقعية وبعضها مشكوك في أمرها الغرض منها كسب الكثير من الجمهور للاتفاف حولها مستغلة حالتها العاطفية وحاجتها لتحقيق احلام رسمتها لنفسها ، ولذلك تجد الاحزاب تنشط بين الفقراء والضعفاء والمظلومين والذين يمتلكون ميول دينية يجدون في الدين والشعارات  تحقيق حياة كريمة محترمة . ولا يستبعد ان تستخدم بعض الاحزاب أساليب الكفاح المسلح او امتلاك مليشيات لتحقيق أهدافها . وحال استلامها للسلطة تجد ان تلك الاحزاب تتنصل عن الأهداف التي رسمتها وتتجه نحو تقوية كياناتها وتنظيماتها  الحزبية  من خلال السيطرة على المراكز الحساسة بالدول وامتلاك أساليب الترهيب والترغيب ووسائل الإعلام و المراكز الوظيفية الحساسة والدرجات الخاصة وكذلك الأجهزة الأمنية والدفاع وبذلك  تفقد عدالتها في توزيع الوظائف حيث تمنح لمناصيرها كل الفرص او تمنحها كثمن لكسب أعضاء جدد ..وهنا يصبح شغل الاحزاب الشاغل هو كيفة السيطرة على الشارع وتحقيق أصوات انتخابية ولو ان تلك الانتخابات امر مشكوك في أمرها حسب التجارب العملية حتى وصل بعضها إلى 99.9 بالمئة ، حيث هنالك كثير من اللغط والاعتراضات من قبل نفس الاحزاب وبشكل علني    ومن خلال هذا المنطق الضيق والاناني تجد المراكز الحساسة التي تحتاج إلى شخص مهني ذو درايه ومهنية وتجربة كبير ..يقودها أناس اغلبهم لا يمتلكون المؤهلات والامكانيات لأدارتها بينما أصحاب المؤهلات والذين لديهم  قابليات إبداعية وايادي نظيفه محصورين في زاوية يشعرون بالظلم والقهر لشعورهم بفقدان العدالة الاجتماعية ..ان الحزبية ومن خلال تجربة العراق ومنذ حكم الحزب الواحد نجد ليس هنالك عدالة في توزيع الوظائف فالشخص الأكثر درجة وولاء حزبي هو أكثر من ينال هذه  الوظيفة او تلك،  اما الشخص ذات المؤهلات والقابلية والحرفية يكون سلم ارتقائه في الوظيفة مكسور خاصة إذا كان يمتلك فكر مغاير او ان احد أقاربه عليه مؤشرات حزبية ،  كحالنا اليوم تجد للواسطة والخلفية الانتمائية لهذه الجهة او تلك له حصة الأسد في التعينات ومن له مركز حزبي له نصيب  مهم من الامتيازات وفرص النجاح  بغض النظر عن مؤهلاته وإمكانياته المهنية ولا يفوتنا ان نذكر كم شخص مُنح رتبه عسكرية عالية دون اي استحقاق سوى ترشيح الحزب (س) له .ان هذا الأسلوب الذي ينطلق من مبدأ الشخص الغير مناسب في المكان المناسب يعطي فرص لا للنجاح وإنما للاخفاق وتكون النتائج كارثية على حساب حاجات المواطن وفرص الوطن نحو التقدم والازدهار.

 


مشاهدات 219
الكاتب عبد الكاظم محمد حسون
أضيف 2024/06/15 - 2:07 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 4:05 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 277 الشهر 11401 الكلي 9361938
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير