بابل – كاظـم بهَـيًـة
يعد النحات نجاح ابو غنيم، النحاتين المبدعين، الذين اكدوا حضورهم وجدارتهم في مسيرة فن النحت على صعيد المدرسة الفنية الواقعية التعبيرية والمدرسة السريالية.
تبلورت بداياته في هذا المجال من خلال حبه للعب في الطين منذ طفولته، ليشكل منه أشكالا بدائية على قدر معرفته ورؤيته، ورغم امتلاكه لكثير من أوراق الرسم، الا أنه كان لا يعبأ بأن يلوث جدران البيت بالألوان،لأنه كان ينال التشجيع من والده، وعن تجربته في هذا المضمار يقول: (منذ الطفولة كنت أعبث بالطين وأشكل منها تكوينات جميلة على قدر معرفتي وعلى حد عمري . وكذلك كنت ألوث جدران المنزل بالرسومات بين استخدام الأقلام أو الطباشير أو الوان الباستيل إلى حدٍ ما).
و النحات ناجح ابو غنيم من مواليد (1958 محلة العمارة – النجف)،خريج معهد الفنون الجميلة- بغداد وخريج كلية الفنون الجميلة -جامعة بغداد عام 1998.سبق وان شارك في العديد من المعارض التي تقيمها نقابة الفنانين العراقيين وجمعية التشكيليين العراقيين، عضو نقابة الفنانين العراقيين، عضو جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، عضو الاتحاد العالمي للفنانين التشكيليين ، حاصل على الكثير من الجوائز والتكريمات والشهادات التقديرية .
وعن ما يعني له النحت يقول (هو أحد جوانب الأبداع، وهو الروح الملتهبة عطاءً، وعندما أجسد مجسمات معينة، كأني أنتزع من جسمي طاقة خلاقة أفرغها في العمل الفني. وافرغ عنها الهم والقلق شيئاً فشيئاً حتى أتمم العمل. واخيرا النحت هو الروح المتدفقة بالحياة).
وعن الاشياء التي جسدها في اعماله دائما يوضح (أحب كثيراً التاريخ،وأرغب تخليد صناع التاريخ بكل الاتجاهات المعرفية. لأن هؤلاء تركوا الأثر المعرفي. فلابد من ترك الأثر الفني لهم. فتجد فيهم الشاعر – المفكر- الفيلسوف -الرجل الاجتماعي المصلح – العالم المنتج في مجالات العلم كافة وغير ذلك).
وسألناه عن المادة التي من خلالها ينحت مخلوقاته. ولماذا هذه المادة؟ فأجاب (لاشك أن مادة البرونز ،هي الأفضل بسبب جمال الملمس البصري والحسي، وبإمكانها أن تكون أثراً من الآثار بعد آلاف السنين، لقدرتها على تحمل أعباء الزمن).
نصب وتماثيل
وبخصوص مقتنياته من النحت داخل النجف و خارجها قال (لي في مدينة النجف نصب تماثيل كثيرة . منها للشاعر التاريخي دعبل الخزاعي، الموجود في شارع دعبل الخزاعي الثقافي، وأنا أحد مؤسسي هذا الشارع،و تمثال الشاعر عبدالمنعم الفرطوسي،وتمثال الشاعر عبدالحسين ابو شبع، و تمثال شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري،و كذلك عملت تمثال نصفي لعميد المنبر الشيخ الدكتور أحمد الوائلي، ولي الكثير من التماثيل المصغرات).
وعن تأثره بمن سبقه في تجربته النحتية يقول ابو غنيم (في البداية أكثرت من رؤية الأعمال الفنية لعمالقة الفن العراقي ،كالأساتذة محمد غني حكمت لما تتميز أعماله بجمال طيات الملابس و اسماعيل فتاح الترك وهذه التكوينات الرائعة، خالد الرحال وجمال الواقعية، ويبقى نصب الحرية للفنان الخالد جواد سليم وجمال السوريالية فيه. هو الأعلى شأناً. ولا أخفيكم سراً. أني كلما مررت على ساحة التحرير أقف أمام النصب وأمعن النظر فيه وأتأمله كثيرا). وعن مثله الاعلى في هذا المضمار اجاب بالقول: (كل نحات له أسلوبه الخاص وأتباع مدرسته الفنية. فهم جميعاً جداول تصب الماء العذب في نهر الفن الخالد). والى أي شيء يميل ناجح ابو غنيم في منحوتاته وتجسد أي رمز دائما يقول (انا أحب المدرسة السوريالية في أعمالي المصغرات. أرى أنها تعبر عن الموضوع الذي أرغب طرحه بأسلوب فلسفي. وتستوقف المتلقي أمام منحوتاتي. فهو لا يمر عليها مرور الكرام).و عن تساؤلي من أي مادة يعمل منحوتاته قال(للأعمال الكبيرة أستخدم مادة (الرزن)، ما يسمى « الفايبر كلاس «. والسبب رخص المادة ولصلابتها وتحملها لعوامل التعرية وتقلبات الطقس ،أطليها باللون البرونزي لتعطي مقاربات من البرونزي بصرياً لا حسيا. أما المصغرات من الأعمال الفنية . فأستخدم البرونز،عندما أنجز عملاً أعتبره رقماً وإنجازا لأفكر بعمل آخر ليكون رقماً جديداً).
مختتما حديثه بالاشار الى ما يطمح اليه الان في النحت قائلا(الأبداع عموما هو نشاط ديناميكي والفن هو أحد هذه الأنشطة الإبداعية فهو متحرك وليس له نهاية زمن أو مرحلة تقاعد).