الخطيب يحقّق مستوى عالياً من النضج والإبداع : عالم الطفل غريب ومصدر إلهام للأجيال

بابـل - كاظـم بهَــيًـة

رحل الفنان كاظم الخطيب ، وقد يكون بذلك قد اتم ما في جعبته من طموحات وامكانيات فنية وشعرية ؟ الجواب : كلا ، لديه كثير..كثير من قصائد ومسرحيات وابوبريتات واغاني ودراسات تمنى ان تطبع ،لكن يد الممنون اختطفته قبل اوانه وبقيت تنتظر من يحقق امنيات كاتبها ،  فالخطيب واحد من اصحاب المواهب المتعددة ومن الفنانين المبدعين والمتميزين الذين اكدوا حضورهم وجدارتهم في خارطة المشهد الثقافي النجفي خاصة والعراق عامة ، حقق خلال مسيرته الفنية مستوى عاليا من النضج والابداع ، تأليفا واخراجا وتمثيلا والحانا لأغاني صاغها لألحانه الفراتية العذبة ، كل هذه مازالت ذات تأثير واضح في وجدان جمهور المشاهدين ، وللذين لا يعرفون عن حياته فانه من مواليد 1951 محلة( البراق- النجف ).

نشأ وترعرع في هذه البيئة الادبية والثقافية ،حتى عشق المسرح والتمثيل على خشبته والموسيقى والشعر معا ، وقد تبلورت بداياته في مجال المسرح من خلال حبه له ، حتى العام 1969 حيث تم تأسيس  (مسرح الطليعة ) آنذاك من ثلة من زملائه وهم كل من محمد صكر ، محسن الرماحي ، محمد حسن دعيبل ،  سعيد الخطاط ، عدنان الرماحي ، هلال الكعبي.

وحين نستعرض عطاءه في مجال المسرح ، نجد انه قد انجز العديد من هذه المسرحيات لكونه عرف بنشاطه المتميز بكل المجالات الثقافية والفنية ، من خلال نشاطات نقابة الفنانين ونشاطه  الذي قدمه للحركة الثقافية في النجف ، وسبق ان نشر انتاجه المسرحي في العاصمة بغداد والمحافظات وخاصة مهرجان بابل الدولي ، والذي يقام سنويا منذ العام 1992 ، ومن اعماله المسرحية (السعادة) و(لماذا) و(نجم البقال) و (المحطة رقم صفر)و(التجربة) و(رحلة جابر ) و(حظ العاثر) و(كلب البيك ) و(ام عميش) و(عروق الارض ) و(ايدك على جيبك) و(لاصبع) و(عودة المرحوم) و(اشطر من ابليس) و(المكينه) و(بقق الكسلان) و(حكم آخر الزمان) و(تحيا فلسطين) و(الصباح الجديد) و(عزاوي المشاكس) ومسرحية (الخورة) اخراج وتمثيل الفنان مهدي سميسم وكاظم الخطيب وشقيقه الفنان عبد الامير الخطيب المقيم حاليا في فيلندا عرضت على خشبة  مسرح الرشيد في بغداد سنة 1985 في اول يوم مهرجان يوم الفن وغيرها الكثير . اضافة لاهتمامه بمسرح الطفل حيث اهتم بهذا العالم الجميل ، حيث عمل للاطفال عدة مسرحيات :

(النخلة -  رقصة الشمس - جوف الحقيبة)-  وفي احدى حواراتي معه في هذا المجال ، اكد ان عالم الطفل عالم غريب ويحتاج الى من يكتبه وان تكون فيه نقطة انطلاقة  لكي نربي من خلالها جيلا جديد ، ويبقى مصدر الهام للأجيال القادمة .

كتابة الاغاني

وترسخت تجربته كذلك بكتابة الاغاني الوجدانية نذكر منها اغنية (اين انت الان عني)للمطربة بلقيس فالح الحان جعفر الخفاف وكذلك اغنيته الشهيرة (الصبر ) التي لحنها الفنان جعفر الخفاف واداها المطرب رضا الخياط  وتقول كلامتها :احرگ بروحي حرگ

وبناري اچوه واغصب جروحي غصب  واعله الصبر گوه وادري الصبح هم ليل مابيه حيل الحچي ونه وحسافه اوويل وك عاد مامش وفه  وك مامش مروه

ناهيك من اسهاماته الموفقة في ميدان الشعر الفصيح والشعبي بكل فنونه الادبية والاغاني ، فما كانت مناسبة تمر دون ان يسهم فيها بنشاطه الفني والشعري الدائب ، معبرا عن موقف الفنان الملتزم بقضايا وطنه وشعبه والتزامه برسالة الفن الاصيل ، هكذا كان كاظم الخطيب ، ومازالوا اصدقاءه ومحبوه ومريدوه يتذكرون تاريخه الفني والشعري  الابداعي الجميل ، منها (رادين) و(بداية سفر) اضافة لكتابته والحانه لأناشيد الوطنية منها (الصقور) عام 1981 وابريت (الارض والانسان) عرض في عام 1985 على قاعة المسرحي البابلي و(النداء الاول) عرض على قاعة المسرح الوطني ومهرجان بابل الدولي العام 1992 وعلى المسرح البابلي واوبريت (المعاركة) عرض في العام 1992 على قاعة المسرح الوطني واوبريت (النداء الثاني ) عرض في العام 1993 على قاعة المسرح الوطني أوبريت (سوادي ) والكـــثير من الاوبريتات الأخرى.   

رحل كاظم محمد إسماعيل الغريفي الخطيب ، من هـــــذا العالم بتاريــــــخ (10/ تشرين1/ 1989)  .