توظيف الأسماء والأحداث
حسين الصدر
-1-
الذكاء والنباهة وراء توظيف الأسماء والحوادث لصالح المديح والثناء على شخص بذاته او عشيرة معينة او جماعة خاصة .
-2-
وحين ينجح الشاعر في توظيف اسم الممدوح يحصد الكثير من التقدير والاعجاب مِنْ قِبِل الممدوح اولاً ، ومن قبل جمهور اهل الادب والمعرفة .
-3 –
ومن الطريف في هذا الباب أنَّ وفداً من أدباء مصر زار النجف الاشرف وأقيم احتفال خاص للترحيب بهم، وكان أنْ اشتدت موجات المطر اثناء الاحتفال، فوقف شاعر نجفيٌّ ووظف نزول المطر لصالح الترحيب بهم فقال:
رُسلَ الثقافة مِنْ مُضَر
وَجْهُ الغَرِيِّ بكُمْ أغَرّْ
رَشَ السحابُ طريقَكَم
أَيُحبكُمْ حتى المَطَر ؟
فقوبل الاعجاب والاستحسان الكبير .
-4-
وقرأت فيما قرأت بيتَيْن أوردهما الذهبي في تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والاعلام ج 49 ص 65 في ترجمة سليمان الحافظي أنه حينما أمرّوه قال فيه الرشيد الرقيّ الأديب :
قيل لي : الحافظي قد أمرّوهُ
قلتُ : مازالَ بالعِلاء جديرا
و (سليمانُ ) مِنْ خصائصه الملكُ
فلا غرو أنْ يكونَ أميرا
وهما بيتان جميلان
-5-
وقد وظّف السيد الوالد العلامة السيد محمد هادي الصدر – طيّب الله ثراه- الحديث النبويّ الشريف :
« حسين مني وأنا من حسين «
في تاريخ ميلادي فقال :
يا قمراً شَعَّ سنا نُورِهِ
في الأرض حتى طَبَّقَ الخافِقَيْنْ
أمنيتي أنتَ وهل مِثْلُها
أمنيّةٌ في الكونِ للوالِدَيْنْ
أرحْ ( اذا لاح بسيمائِهِ
حسينُ مني وأنا من حسين )
1364 هـ
-6-
وبمقدور المتابع أنْ يقف على نماذج كثيرة من هذا اللون الذي يشي بالبراعة الممزوجة بالفطنة في الشعر العربي عند الاذكياء الموهوبين من شعرائنا .