الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
مأدبة غداء للنازحين على غرار برامج (الشرقية) الإنسانية  

بواسطة azzaman

مأدبة غداء للنازحين على غرار برامج (الشرقية) الإنسانية  

سكان قرية تاغ يناشدون وزارتي الهجرة والعمل الإلتفات إلى معاناتهم

أربيل – امجاد ناصر 

قرية تاغ، من قرى ناحية الكوير التي تفصل محافظة اربيل عن الموصل و اغلب سكانها من نازحي ناحية البعاج التي دمرت على يد تنظيم داعش الارهابي و سلب ثروتها الحيوانية التي كانت قوت سكانها مع مهنة الزراعة، وفي هذه القرية التي اختارتها مؤسسة لايف للاغاثة والتنمية لتوزيع لحوم الاضاحي على سكانها بالتنسيق مع مراسل (الشرقية) و(الزمان) للبحث وايجاد العائلات المتعففة والمتضررة ولديها نسبة كبيرة من الارامل والايتام تم اختيارها و الوقوف معهم لرفع بعض عن معاناتهم بشمولهم بالحصص الغذائية وتوزيع اللحوم و اقامة مأدبة غداء يتعاون بها فريق المؤسسة مع العائلات بطهيها بهدف المساواة بين الجميع، فضلا الى الرسالة الانسانية للمجتمع بعدم التكبر والغرور على الاخرين ومشاطرتهم الفرحة بمناسبة العيد.

سكان القرية من النازحين واغلبهم من ناحية البعاج في الموصل ومحافظات كركوك وصلاح الدين و الانبار فضلا الى مواطنيين من الكسبة من بغداد وبعض المحافظات الجنوبية والوسط، جاءوا للعمل في المزارع والعلوة و المعامل القريبة او جمع العلب الكارتونية و البلاستيكية وتتراوح ايجاراتهم من 160 الف الى 200 شهريا , وهناك بيوت كشفية تفتقد لوسائل الراحة الا انهم مضطرين  لسكنهابسبب حالتهم الاقتصادية , وهذا ما ترويه النازحة من صلاح الدين ام يوسف : انا ارملة ولدي ايتام و ابني البالغ 16 سنة هو المعيل لنا حيث يعمل في احد المعامل رغم رفض صاحب المعمل لكونه غير بالغ لكني ترجيته و شرحت له ظروفنا فاظطر لتشغيله، ولا نستطيع العودة الى مناطقنا لاننا كنا اصلا ساكنيين بالايجار قبل و فاة زوجي , ورغم هذه المعاناة اعتبرها افضل من العودة ...

وهذا ايضا ما تؤكده جارتها الارملة ام محمد : نحن نناشد وزارتي الهجرة والعمل والشؤون الاجتماعية بتفقد احوالنا والوقوف معنا  للاطلاع على معاناتنا التي تتفاقم، فما ذنب اطفالنا بدل الذهاب الى المدرسة و التعلم يقضون اوقاتهم بالبحث عن علب الكارتون والمشروبات الغازية في النفايات و الطمر الصحي , ماهو ذنبنا بعد تهجيرنا بسبب تنظيم داعش الارهابي و عمليات تحرير الموصل , خسارتنا لجميع ما نمتلكه نبقى نعيش على النفايات و نحن بلد الخيرات , نناشد الحكومة الاتحادية بزيارتنا و الاطلاع على حقيقة أمرنا وانتشالنا من هذه المعاناة اللا انسانية.

كما يضيف ابو حسين : قدمنا على الرعاية الاجتماعية عدة مرات ولم تظهر اسماؤنا و ما زلنا ننتظر الفرج , جميع سكان المنطقة من النازحين و المهجرين يعانون من غلاء المعيشة لكونهم بدون وظائف او اعمال ثابته، و اغلب العمال هم من الاطفال الذين يصبحون في النفايات والطمر الصحي بالبحث عن علب الكارتون والبلاستك والمشروبات الغازية لبيعها في الاسواق وهذه اسعارها لا تلبي فقط القوت اليومي , بينما هناك لديهم امراض لا يبستطيعون علاجها لكلفتها و هناك اكثر من عائلة تسكن في بيت واحد لا يتجاوز الغرفتين بسبب عدم استطاعتهم دفع الايجار، والمعروف ان اغلب سكان هذه المنطقة هم من القرى و المزارعين ومن عاداتهم الاقتران باكثر من زوجة لانجاب الابناء من اجل مساعدتهم بالعمل , فتجد بيوت يتجاوز عدد افرادها 15 فردا من عائلة واحدة متعددة الازواج , و هناك يتجاوزون العشرين اذا كانوا اربعة اخوة متزوجين يسكنون في بيت واحد، بسبب الايجار و اجور الكهرباء والماء و المولد .

اما (ابو وليد)، فهو متزوج من ثلاثة نساء و لديه 15 من الابناء و احدهم متزوج ولديه اطفال وجميعهم يسكنون في بيت واحد و يبلغ عددهم 21 فردا، ونسائه يلقبونه بحجي متولي الا (شوية)، و تقول زوجته الاولى ام وليد: نحن سعداء بحضوركم وادخالكم الفرحة لنا لاننا تعلمنا على الزيارات الخاصة من الاهل و الاقارب و اغلبهم يسكنون معنا في نفس المنطقة لكن اليوم لاول مرة منذ النزوح نتذوق طعم العيد و خاصة ما نشاهدة من فرحة ابناؤنا معكم , اليوم تجمع ابناء البيت الواحد مع الاهل على مآدبة واحدة و الجميع متعاون بالطهي و التحضير وهذا ما لم نشاهده سابقا لان اغلب المنظمات تقدم المساعدات و تذهب لكنكم تختلفون بمعاملتكم وكانكم من افراد البيت . و تضيف الزوجة الاخرى : على الرغم من عددنا الكبير و جميعنا نعيش في هذا البيت الا اننا نتعامل بكل حب و احترام بين الجميع لكي نربي الابناء على الاخوة بدون فرق هذا ابن من من الامهات فجميعهم من اب واحد وعليهم التماسك، و نحن الزوجات ايضا نتعامل كالاخوات لان هذا واقع و يجب ان نحترمه لكي نكون قدوة للابناء بالحب والاحترام.

كما يؤكد , مدير مؤسسة لايف للاغاثة و التنمية نزار صبري الشريدة: (نحن كمؤسسة نعمل  طوال السنة بدون انقطاع على  تقديم المساعدات الانسانية ولدينا رواتب خاصة لكفالة الايتام من فاقدي الاب و رعاية الارامل وتوزيع المواد الغذائية، و مشاريع كسوة الشتاء و شراء المستلزمات المدرسية و اقامة الحفلات الترفيهية للايتام , واليوم قمنا بتوزيع لحوم الاضاحي على سكان هذه القرية للمساهمة برفع بعض عن معاناتهم فضلا الى اقامة مآدبة غداء لعدد من سكان القرية ومشاطرتهم بعملية الطهي لتوصيل رسالة تهدف وتحفز على المشاركة بعمل الخير و تقديم ما بوسع الانسان من مساعدة لقرينه الذي يكون بحاجه له، ومشاطرتهم الفرحة بمناسبة العيد من خلال هذه المشاركة بهدف المساواة بين الجميع , فضلا الى الرسالة الانسانية للمجتمع بعدم التكبر والغرور على الاخرين، ونتوجه بالشكر الجزيل لمراسل الشرقية وجريدة (الزمان) على جهوده معنا في اختيار المكان وقيامه بالطهي مع العائلات).

 


مشاهدات 135
أضيف 2024/06/23 - 3:28 PM
آخر تحديث 2024/06/29 - 7:52 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 260 الشهر 10928 الكلي 9361465
الوقت الآن
السبت 2024/6/29 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير